تونس 2 جوان 2010 (وات) - الهوية مفهوم تحدده مرجعيات النظر فالذي ينظر من داخل الرؤية الدينية يرى ان الحفاظ على الهوية قوامه التمسك بالعقيدة وان كان لا يطرح اللغة والتاريخ. والتراثي يعتبر التراث جوهر الهوية. أما الحداثي فيرى الهوية في القدرة على التجدد والمواكبة والمنافسة . وليس الإشكال في الاختلاف في محددات الهوية وانما في التنكر لها أو انكارها. هذه الإشكالية في علاقتها باللغة مثلت محور العدد الجديد من مجلة " الحياة الثقافية " بتاريخ ماي 2010 حيث جرى التأكيد على ان تطور اللغة لدى الانسان قد ساعده على التواصل والتحالف ثم البقاء واثبات الذات وحفظ الهوية. وقد تداول عدد هام من الباحثين والجامعيين في هذا العدد على شرح مفهوم الهوية والخصوصية الثقافية ضمن إشكالية اللغة وما ينجم عنها من تداعيات وتجليات تتوسل مختلف أدوات البحث المعرفي والسوسيولوجي. فقد نشرت المجلة في هذا الاطار مجموعة من الدراسات القيمة تحت شعار "اللغة والهوية" منها "مشكلة الهوية بين الاسم والمفهوم والواقع" لعماد محنان و"اللغة بين الخصوصية الثقافية وإثبات الهوية" للبشير العربي و"الانسان واللغة والدماغ..حوار مع نوام شومسكي حاوره جاي كايزر .. تعريب فرحات المليح". وفي العدد أيضا مجموعة أخرى من المقالات المتنوعة نشرت في باب / قراءات ومقاربات/ تتناول بالدرس مسائل نقدية أدبية تتعلق بقصيدة النثر وبموضوع يهم الاثار من خلال مقال لمحمد ضيف الله بعنوان / أضواء على موقع أثري بالجنوب التونسي .. قلعة درجين ورجالها/ وهي قلعة تقع غربي بلاد الجريد الى جانب مقال آخر للتعريف ب"المجيب" وهو قاموس ثنائي تونسي جديد من تاليف أحمد العايد وعبدالقادر بالعيد وهشام حسان وقد صدر عن دار اليمامة بتونس في افريل 2007 وهو ثمرة جهد بيداغوجي وأكاديمي لفريق من الباحثين والمدرسين المختصين في اللغتين العربية والفرنسية باشراف أستاذ اللسانيات والترجمة في الجامعة التونسية أحمد العايد. وفي ركن "فنون تشكيلية" نشرت المجلة دراسة مطولة حول الصورة والكتابة في مدونة الرسم على الزجاج للناقد الفني خليل قويعة الذي لاحظ ان هذه المدونة تعتبر فصلا مهما من فصول ثقافة الصورة في التراث العربي الحديث ومن أبرز أغراضها تحويل الذاكرة الشعبية من المجال الشفوي الى مجال الصورة. كما تضمنت هذه المجلة الشهرية التي تصدر عن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث والتي تعنى بالفكر والابداع كالعادة مجموعة من القصص القصيرة والأشعار لثلة من الكتاب والشعراء. وفي ركن "مكتبة الحياة الثقافية" تولى الاديب والروائي العراقي المقيم بتونس عبدالرحمان مجيد الربيعي تقديم مجموعة من الإصدارات لدور نشر تونسية وعربية في مجالات القصة والرواية والدراسات الفكرية.