صفاقس 13 جويلية 2010 (وات)- انطلقت الدورة 32 لمهرجان صفاقس الدولي مساء الاثنين بعرض موسيقي متميز يحمل عنوان /رحلة عاشق/ رافق من خلاله الاستاذ لسعد الزواري الجمهور الى سحر المسيرة الابداعية الخالدة والثرية للفنان الراحل محمد الجموسي 1910-1982. هذا العمل الفني الضخم الذي اضاء اولى ليالي مهرجان صفاقس الدولي من مسقط راس هذا الفنان بمناسبة مائوية ميلاده، تابعه جمهور كبير من مختلف الشرائح والاعمار ولا سيما من اولائك الذين تربت اذانهم على سماع الجموسي فاثار فيهم العرض حنينا لزمن الفن الجميل وطربوا لسماعه من خلال /ريحة البلاد/ و/عمري للفن/ و/على الشط/ و/النساء/ و/حورية/ /وحبيبة يا حبيبة/ و/ارقصي وغني/. ولان مدونة الجموسي من الاغاني ارتقت الى رتبة التراث الموسيقي الخالد، شاركت في حفل البارحة اصوات فنية شذية من تونس وخارجها على غرار الفنان عبد الله كرد من الجزائر والفنان مجد رياض من سوريا والفنانة نادية خالص من المغرب الى جانب الفنانين درصاف الحمداني وحنان المهيري وشكري عمر الحناشي ومحمد بن عمر من تونس. ساعتان ونصف الساعة من الغناء المتواصل على ركح المسرح الصيفي بسيدي منصور انتقى فيها الفنان الاسعد الزواري مقاطع ووصلات من 100 اغنية للجموسي منها ما يقارب 23 اغنية نادرة جمعها الزواري بالاستعانة مع جمعية محمد الجموسي للفنون بصفاقس ومن مصادر مختلفة لعل ابرزها اهالي واصدقاء الفنان الراحل والمكتبة الوطنية بفرنسا والاذاعة الجزائرية باعتبار ان الجموسي قضى فترات من حياته في المهجر. ومن الاعمال النادرة المقدمة لاول مرة /درة الاوطان بلادي/ و/عمري ما ننسى فاس/ و/بلادي الجميلة/ و/يا حداث الليل/ و/حلوة يا سمرة/. وبرزت حبكة العمل الفني المقدم وطرافته حين تمت المزاوجة بين الحاضر والماضي في اعمال الجموسي من خلال بث صور على جدارية الركح لهذا المبدع يغني، ورافقه في ذلك عزف الفرقة الموسيقية التي ضمت نخبة من ابرز العازفين على المستوى الوطني. كما تجلت في استحضار اعمال المحتفى به روح الابداع من خلال الاخراج الركحي والسينوغرافي المبتكر لصابر الحامي وتاثيث فقرات العرض بلوحات راقصة علاوة على محاكاة طريقة الجموسي /الدكانة/ في الغناء بالعزف على العود رفقة مجموعة صوتية جسمها بامتياز محمد بن عمر وثلة من الموسقيين الشبان.