تونس 26 جويلية 2010 (وات)- "الشباب والهجرة: الواقع والآفاق" هو موضوع ندوة انتظمت يوم الاثنين بتونس ببادرة من المنظمة التونسية للأمهات والمنظمة الدولية للهجرة في إطار الاحتفال بسنة 2010 سنة دولية للشباب. وتهدف هذه الندوة التي سجلت مشاركة خبراء من تونسوفرنسا وبلجيكا وكندا والمانيا، الى بحث سبل تقريب المعلومة حول الهجرة وآفاق تعزيز تنقل الشباب والتحسيس بأهمية الهجرة المنظمة وما تتيحه من فرص للعمل. ويرمي اللقاء أيضا إلى مناقشة الآليات الكفيلة بمزيد تنظيم مسار الهجرة ودفع الشراكة في مجال التصرف في الهجرة من خلال إبرام اتفاقيات خاصة بتدفق المهاجرين بين الدول المصدرة والمستقبلة بما يضمن لهم حقوقهم. وأبرز المشاركون أهمية دعم التعاون الدولي في مجال الهجرة في إطار شراكة مربحة بين دول أوروبا التي ستعرف خلال العشريات القادمة نقصا في اليد العاملة وبلدان ضفة جنوب المتوسط التي ستشهد ضغوطا كبيرة مترتبة عن تزايد المتوافدين على سوق الشغل. ولاحظ السيد ناصر الغربي وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج في افتتاح الأشغال أن موضوع الهجرة الذي لم يعد مرتبطا اليوم بتبادل اليد العاملة فقط، سجل عديد التغيرات من بينها المتصلة ببروز هجرة الكفاءات من الشباب وهو ما يطرح تحديات جديدة يتعين على البلدان المصدرة والمستقبلة للهجرة كسبها خدمة للمصالح المشتركة. وذكر بأن تونس تعد البلد الوحيد فى شمال افريقيا الذي أبرم اتفاقا مع فرنسا حول التصرف التوافقي في الهجرة والتنمية المتضامنة بهدف تيسير الهجرة المنظمة ودعم المشاريع التنموية في المناطق التي تشهد ضغطا للهجرة. وشدد السيد الناصر الغربي على ضرورة تضافر الجهود قصد العمل على إعادة الاعتبار لصورة المهاجرين وتعزيز احترام الاختلافات الثقافية، مبرزا حرص رئيس الجمهورية على الدفاع على حقوق التونسيين بالخارج وتيسير اندماجهم في بلدان الاستقبال في إطار مقاربة شاملة تهدف إلى توطيد الروابط القائمة بين الأجيال الجديدة للهجرة مع وطنهم الأم وإسهامهم في تنميته. ودعا في هذا السياق إلى مزيد تنظيم الملتقيات واللقاءات والندوات لفائدة الشباب التونسي بالخارج بما يتيح الفرصة للإصغاء لمشاغله ولاطلاعه على الإنجازات المسجلة في تونس وحثه على الإسهام باطراد في أنشطة الهياكل الاستشارية والأحزاب الوطنية. وعبر السيد بيتر شاتزار رئيس ديوان المنظمة العربية للهجرة بجنيف ، من جهته، عن ارتياحه لمستوى التعاون القائم بين تونس والمنظمة في مجال معالجة مسألة الهجرة، مذكرا بأنه تم وضع عدة برامج نموذجية بين الجانبين في مجالات التنمية المشتركة والهجرة والشغل ودعم الحوار بشأن الهجرة. وأشار إلى الجهود المبذولة من قبل المنظمة العالمية للهجرة لكسب الرهانات التي تعوق التحكم والتصرف في نسق الهجرة وللتحسيس بأهمية مساهمة المهاجرين في التنمية الاجتماعية والاقتصادية سواء في بلدانهم الأصلية أو في بلدان الاستقبال وللحث على احترام كرامة ورفاه المهاجرين. وأبرزت السيدة سيدة العقربي، من ناحيتها، الأهمية التي يوليها رئيس الدولة للشباب والتي تتجلى عبر اتخاذ عدة إجراءات تعزز مكانته في المجتمع وإسهامه في مسار التنمية وذلك من منطلق الإيمان بأن الشباب يمثل ضمان المستقبل. وبينت أن الإنجازات التي تحققت لفائدة هذه الفئة ستتدعم بفضل الأهداف الريادية التي تضمنها البرنامج الرئاسي /معا لرفع التحديات/ لاسيما في نقطته الثامنة والتي جاءت تحت عنوان "لشباب تونس نبني الغد الأفضل". وتواصلت أشغال هذا الملتقى في شكل ورشات عمل تناولت مواضيع تهم "الهجرة، إمكانيات وفرص التشغيل بالنسبة للشباب" و"الهجرة السرية للشباب والتشريعات" و"هجرة الكفاءات الشابة" و"هجرة الشباب: دور المجتمع المدني".