بازينة (بنزرت) 15 أوت 2010 (وات)- توارث ابناء بازينة بمعتمدية جومين من ولاية بنزرت عديد الحرف والصناعات التقليدية التى يمارسونها حتى اليوم إلى جانب الأنشطة الفلاحية الاخرى. وظلت هذه الحرف التي تعتمد المواد الأولية المحلية تلبي الحاجيات اليومية لمجمل سكان مناطق الشمال الغربي للبلاد التونسية، مما ساهم في استمراريتها وبقائها. وتتمثل أبرز هذه الأنشطة التي تتميز في ممارستها بضوابط فنية وتقنية دقيقة في صناعة الزنابيل( جمع زنبيل) وهي سلال كبيرة تحمل على ظهور الحمير والبغال، ويستعملها سكان الارياف لجمع المنتوجات الفلاحية على غرار الفول والحمص والخضر والغلال وغيرها، ونقلها إلى الأسواق الأسبوعية. وتصنع هذه الزنابيل من نبتة "الديس" التي تنبت وتنمو تلقائيا بالجبال المجاورة وهي شبيهة بالحلفاء، اذ تجفف وتنسج في شكل ضفائر لتجمع فيما بعد لبعضها بواسطة حبال رقيقة تصنع من النبات نفسه، وتحول اثر ذلك إلى زنابيل وإلى مفارش توضع في مداخل المحلات السكنية والتجارية والخدماتية. كما تستعمل في صناعة مظلات شمسية تقي نزلاء الفنادق السياحية ورواد الشواطىء العمومية من حر الشمس. ويحذق أبناء بازينة هذه المنطقة الجميلة الواقعة بين أحضان سلسلة جبال مقعد على بعد نحو ثمانين كيلو مترا من مدينة بنزرت، حرفا يدوية أخرى كثيرة ورثوها عن آبائهم مثل صناعة السروج (جمع سرج) الشعبية أي تلك التي يستعملها عامة الناس عند ركوب الخيل وتسمى كذلك ركابية وهي من جلود الماعز ووبره وصناعة البرادع (جمع بردعة) لركوب الحمير والبغال وتحاك من الأنسجة الصوفية الخشنة التي تعدها أصابع النسوة. وتحذق المراة في بازينة كذلك صناعة الأواني الفخارية كالأفران التقليدية او الطابونة والقدور والجفان والصحون والكوانين والمباخر اضافة الى التحف الفنية المصنوعة من الطين المحلي. وتجيد نساء بازينة أيضا تقطير النباتات الطبية والعطرية كالإكليل والزعتر والريحان وغيرها. وتساهم عائدات تسويق هذه المنتوجات الحرفية والصناعات التقليدية التي يتشارك في صناعتها كافة أفراد الأسرة بما في ذلك الأطفال في توفير دخل إضافي ومحترم لجل العائلات بالمنطقة، وذلك على الرغم من بعض الصعوبات التي تواجهها سيما في ترويج هذه المنتوجات