منطقة جرادو من ولاية زغوان لا تبعد سوى 25 كيلو مترا عن منطقة الوطن القبلي وهي قرية بربرية قديمة تقع في أعلى الجبل يسكنها حوالي 3000 نسمة أغلبهم من ضعاف وصغار الفلاحين وقد عانت هذه المنطقة سنوات طوال من التهميش والنسيان رغم ما تمتلكه من مكان جبلي يشتمل على غطاء نباتي هام تكسوه نبتة الحلفاء. لذلك انطلقت المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بولاية زغوان خلال المدة الأخيرة في تنفيذ برنامج طموح للنهوض بصناعة الحلفاء بمنطقة جرادو علما أن نبتة الحلفاء من النباتات القليلة في العالم، إذ لا يتجاوز تواجدها إلا في تونس والجزائر والمغرب وإسبانيا دون غيرها من البلدان ومن أهم إنتاجات هذه النبتة صناعة الورق على اختلاف أنواعه ومن أهم أهداف البرنامج تأهيل صغار الحرفيين بجرادو وتكوينهم في مجال صناعة الحلفاء والبحث عن أسواق جديدة لترويج منتوجاتهم بالشراكة مع عدة جمعيات إسبانية غير حكومية، كما يشتمل هذا البرنامج على تكوين عدد هام من شباب منطقة جرادو والحرفيين في صناعة الحلفاء لتطوير قدراتهم في التجديد والخلق والابتكار خاصة في مجال الزينة ومن أهم البرامج المستهدفة مزيد التعرف على التجارب الأجنبية وتطوير المستوى الفني للحرفيين والاحتكاك بين أصحاب الشهائد العليا والحرفيين علما أنه منذ السنة الماضية تم بعث «دار الحلفاء» بالمنطقة تسهر على تكوين عدد هام من روادها وذلك لاكتساب مهارات وتقنيات جديدة بعدما كانت تستغل مادة الحلفاء في صناعة بعض الأدوات الفلاحية البدائية مثل قفاف الحلفاء التي كانت تستعمل في أشغال البناء والفلاحة وفي عرض بعض المواد كالحبوب بالمحلات التجارية والشواري تستغل في النقل على الحمير والبغال وهي صناعة مهددة بالاندثار خاصة مع زوال استعمال الحمير في النقل والشوامي تستعمل خصيصا في عصر الزيت. وللنهوض بمنطقة جرادو تمت كذلك برمجة مشاريع تنموية ضمن برنامج التنمية الفلاحية المندمجة بالجهة تهدف إلى حماية وترشيد إدارة الأراضي الفلاحية والموارد المائية والرعوية والغابية، ولمزيد دعم الإنتاج الزراعي وتحسين دخل الفلاحين وظروف عيش السكان، وذلك من خلال تطوير قدراتهم عن طريق التدريب وتسهيل الحصول على القروض.