تونس 21 أوت 2010 (وات)- تستأثر نحو 90 معتمدية يقطنها مليونان و719 ألف ساكن بجيل جديد من البرامج التنموية الهادفة إلى دعم الحركية الاقتصادية المحلية ودفع التشغيل وتعزيز مؤشرات التنمية البشرية. وتتوزع المعتمديات المنتفعة بهذه البرامج التنموية على الولايات الحدودية/40 معتمدية/ وولايات الشريط الوسيط /21/ وولايات الشريط الساحلي/29 معتمدية/. وتتيح البرامج التنموية الجديدة تهيئة مناطق صناعية على مساحة 200 هكتارا وبناء 40 فضاءا صناعيا و50 منطقة حرفية إضافة الى تهيئة وتعبيد طرقات ومسالك فلاحية على امتداد 800 كلم. ويرتكز العمل في هذا الاطار على مواصلة انجاز مشاريع تنمية فلاحية بهدف دفع التنمية المحلية والرفع من الانتاج الفلاحي ودعم موارد الرزق وتحسين ظروف العيش الى جانب انجاز برنامج التنمية الحضرية بالاحياء المتاخمة للمدن سيما من خلال استصلاح النسيج العمراني وتفعيل الدور الاقتصادي لهذه الأحياء والتجمعات. وستشهد الولايات الحدودية الخمس للبلاد بالخصوص في الفترة 20102014 الشروع في تنفيذ خطة جديدة تأخذ بعين الاعتبار الاشكاليات التنموية بها وذلك بهدف الحد من ظاهرة الهجرة والبطالة والتشجيع على الانتصاب للحساب الخاص وتحسين جودة الحياة وجعل هذه المناطق مواقع استقطاب. كما يجري العمل على وضع خطة عمل خاصة بتنمية الجهات الصحراوية من أجل إحكام استغلال الموارد المائية الجوفية في تنمية الواحات والمراعي ومزيد تنويع المنتوجات الفلاحية واستغلال الطاقات الكامنة بهذه الجهات ومزيد تفعيل وتوظيف المواقع الطبيعية والأثرية في تنشيط السياحة الصحراوية واحداث مسالك جديدة للسياحة الصحراوية. وتندرج هذه البرامج في اطار مواصلة جهود العناية بالمناطق ذات الأولوية التي تمثل محورا أساسيا من المحاور الأربعة لاستراتيجية التنمية الجهوية الواردة بالمخطط الثاني عشر للتنمية. كما أنها تمثل منطلقا لتنفيذ الاجراءات الواردة ضمن المحور الثاني والعشرين من البرنامج الرئاسي /معا لرفع التحديات/ الرامية إلى إدماج مختلف الجهات وتعزيز تكاملها ومواصلة دعم صلاحياتها في مجال دفع التنمية وتثمين فرص الاستثمار الخاص بالاضافة الى توفير مقومات التنمية بالمناطق ذات الخصوصيات المتشابهة. وكان الرئيس زين العابدين بن علي أكد في خطاب 11 أكتوبر 2009 بمناسبة افتتاح الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية والتشريعية والذي قدم فيه أبرز محاور البرنامج الرئاسي الحرص على احكام ادماج مختلف جهات البلاد وتعزيز تكاملها عبر بنية أساسية من الطرقات المتطورة ووصلات عديدة تربط بين شرق البلاد وغربها ووسطها وشمالها وجنوبها لتصبح تونس بلدا مندمج الجهات وفضاء تنمويا متواصلا ومتوازنا. وتعكس استراتيجية التنمية الجهوية المكانة المركزية التي تحظى بها التنمية الجهوية في العمل التنموي باعتبارها تنبني على ركيزة أساسية من السياسات والبرامج والمخططات التي تم وضعها على مدى أكثر من عشريتين بما ساهم في دفع التنمية بمختلف مناطق البلاد وادماجها في الدورة الاقتصادية وخلق حركية تنموية بها.