تونس 28 أكتوبر 2010 (وات) انتظم مساء الأربعاء بالمسرح البلدي بالعاصمة وعلى هامش فعاليات الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية حفل مهيب خصص لتكريم الأستاذ الطاهر شريعة مؤسس أيام قرطاج السينمائية وأحد الرموز المساهمة في التأسيس لسينما عربية وافريقية. على كرسي متحرك ووسط تصفيق الحضور من أحباء الفن السابع ومن السينمائيين العرب والأفارقة صعد الأستاذ الطاهر شريعة على ركح المسرح البلدي بالعاصمة حيث لم يقعده المرض عن الحضور ومشاركة السينمائيين أجواء الاحتفال بالفن السابع إضافة إلى استعادة ذكريات تأسيس أول تظاهرة سينمائية فى الحوض الجنوبي للبحر الابيض المتوسط. حضر الأب المؤسس وانطفأت أضواء المسرح وخيم السكوت في حضرة المعلم الذي أعطى من فكره وجهده الكثير فى زمن كان فيه الفن والسينما مجرد ترف فكرى لكن الطاهر شريعة جعل من الصورة أداة للنضال والتعريف بافريقيا وأسس لحوار ولقاء بين شمال القارة الافريقية وجنوبها. بكثير من العفوية والحنين الى فترة البدايات أكد الطاهر الشريعة مرة أخرى على أنه "معتز كل الاعتزاز باستمرار هذا المهرجان اعتزاز أستمده من فخرى بانتمائي الى بلدى فالفعل الابداعي الصادق يبقى ويكتب له الخلود وهذا ينطبق على هذه التظاهرة التى نحتفل اليوم بدورتها الثالثة والعشرين". وكان الحضور قد شاهدوا قبل ذلك شريطين قصيرين من النوع الوثائقى الاول من اعداد السينمائي التونسي محمد شلوف والثاني من إنجاز مجموعة من الطلبة وقد تطرقا الى جوانب من مسيرة الاستاذ الطاهر شريعة وحكايته مع الشاشة الكبيرة. مسيرة انطلقت من نوادى السينما ثم تأسيس خلية للسينما في صلب وزارة الثقافة بتكليف من الاستاذ الشاذلي القليبي الذى كان يشغل خطة وزير الثقافة آنذاك وبعدها وتحديدا في سنة 1965 أقدم الرجل على بعث المهرجان الدولى "أيام قرطاج السينمائية" كما كانت له مساهمة مؤثرة فى تأسيس مهرجان وقادوقو /بوركينافاسو/ للسينما الذى ساهم الى جانب مهرجان قرطاج في التأسيس لسينما افريقيا وبروز أجيال من المخرجين والسينمائيين العرب والافارقة.