باردو 5 نوفمبر 2010 (وات) - بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لتحول السابع من نوفمبر، أصدر مجلس النواب، يوم الجمعة في أعقاب اجتماع مكتبه برئاسة السيد فؤاد المبزع رئيس المجلس، بيانا رفع فيه أخلص التهاني للرئيس زين العابدين بن علي، مثمنا جهود ابن تونس البار الذي ضمن للوطن سيادته وحقق كرامة شعبه ووفر له أسباب العزة والمناعة. وأبرز مجلس النواب القيم السامية التي تأسس عليها المشروع الحضاري للتغيير والتي مثلت خير سند للبناء والتقدم وخير حافز لمشاركة الجميع في الشأن العام وانخراطهم اللامشروط في مسار الإصلاح والتحديث تحت شعار "الولاء لتونس وحدها". وأعرب أعضاء المجلس في هذا البيان عن مشاعر وفائهم للرئيس بن علي والتفاهم الوثيق حول خياراته الصائبة التي حققت لتونس على امتداد سنوات التغيير إنجازات متميزة ومكاسب ضخمة شملت كل الميادين وسائر الجهات والفئات، في إطار رؤية استشرافية حكيمة ترصد الواقع وتخطط للمستقبل بنظرة ثاقبة وطموح متجدد. كما أكدوا ما تحمله هذه المناسبة من أبعاد عميقة في وجدان كل التونسيين والتونسيات الذين توفرت لهم كل أسباب الأمان والاطمئنان والحرية والكرامة، مضيفا أن هذه المبادىء تنبع من المشروع الإصلاحي للتغيير، تغذيها الإرادة الرئاسية الثابتة من أجل تطوير الحياة السياسية وتكريس الديمقراطية والتعددية وضمان حقوق الإنسان، انطلاقا من تصور شامل لبناء مجتمع متوازن ومعتدل ومتضامن قوامه الحوار والوفاق والمشاركة النشيطة. وأعرب مكتب مجلس النواب في بيانه عن اليقين بأن المقاربة التنموية المتميزة ببعدها الشمولي، ما فتئت تتطور وفق منهج يقوم على تكامل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويجعل الإنسان أداة للتنمية وغايتها الرئيسية ويعمل على الارتقاء الدائم بالمجتمع ليبقى قويا، منيعا، قادرا على مواجهة التحديات وكسب الرهانات. كما أبرز ما حققته سياسة تلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي من تناغم ووئام عبر تكريس مبدإ عدالة التنمية بين الجهات والفئات وتأمين الاستقرار وترسيخ الحوار بين كل الأطراف المساهمة في عملية الإنتاج، فضلا عن الصبغة التضامنية التي انطلقت من مكافحة الفقر في الأرياف والقرى النائية لتتحول إلى مناطق تنمية. وأكبر مجلس النواب من جهة أخرى، ما يحتله شباب تونس من مكانة وموقع استراتيجي والذي ارتقى إلى صدارة الأولويات، باعتبار دوره الفاعل في مسيرة البناء ورفع تحديات المستقبل. وثمن في هذا السياق قرار رئيس الجمهورية إحداث برلمان الشباب، باعتباره مكسبا جديدا ينضاف إلى رصيد المكاسب المؤسساتية ليكون حافزا على المشاركة في الحياة السياسية ومساهما في رسم معالم المستقبل. وأضاف أن ما يزيد في تعزيز هذه المبادرة الريادية، هو الدعوة إلى إعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب تتوج بمؤتمر شبابي عالمي برعاية منظمة الأممالمتحدة. وأشاد البيان بالزخم الهام من الإنجازات والقرارات الرائدة لفائدة المرأة التي تدعمت مكانتها في الأسرة وفي المجتمع وتطورت مشاركتها في الحياة السياسية لتصبح عنصرا فاعلا نشيطا. وبين أن المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية الذي عاشت البلاد على وقعه، يعكس ريادة المقاربة التونسية في تفعيل إسهام المرأة في مجالات التنمية. كما يبرز الجهود المحمودة التي تبذلها السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الدولة في رئاستها لهذه المنظمة وما تقوم به من مبادرات رائدة لمزيد تفعيل دور المرأة العربية وتعزيز مكانتها. ونوه مجلس النواب بمكانة تونس المرموقة في المحافل الدولية وإشعاعها المتزايد وما تحظى به توجهاتها وخياراتها ومواقفها من مجمل القضايا الإقليمية والدولية، من تقدير باعتبارها تنبع من الإيمان العميق بقيم السلم والعدل وتتمسك بمبادئ الشرعية الدولية وتحرص على استتباب الأمن والاستقرار والقضاء على أسباب التوتر، مع الدعوة إلى التعاون والشراكة والتضامن الدوليين وإلى الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان. وبعد أن أشار إلى وعيه بمختلف التحديات وإيمانه بأن المحافظة على مكاسب التغيير لا تتم إلا بمزيد العمل والبذل والإنجاز، أكد المجلس استعداده الدائم للمواصلة على هذا الدرب في كنف التعاون البناء القائم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لتعزيز المكاسب والإنجازات وكسب الرهانات وتحقيق الأهداف المرسومة ضمن البرنامج الرئاسي "معا لرفع التحديات". كما عبر مكتب مجلس النواب مجددا عن ارتياحه التام للوفاق والتآزر والتسامح الذي يميز المجتمع التونسي، مبرزا التفاف النواب حول الخيارات الصائبة والتوجهات الرائدة للرئيس زين العابدين بن علي خدمة لتونس وشعبها الأبي، مناشدين سيادته مواصلة قيادة البلاد على درب المزيد من الإصلاح والرفاه والرقي.