تونس 28 جويلية 2009 (وات) أحيا الفنان اللبناني مارسيل خليفة مساء الاثنين من على ركح المسرح الاثري بقرطاج حفلا ناجحا بكل المقاييس الفنية والجمالية وكذلك الجماهيرية. فبعد اربع سنوات من الغياب سنوات تغيرت فيها الاذواق والالوان والتعابير الموسيقية عاد مارسيل من هناك من عاصمة الارز بيروت ليشدو قصيدا ولحنا مختلفين عن السائد. وكان جمهور قرطاج في الانتظار انتظار وترقب المشتاق الي ريتا و خبز امي وغيرها من روائع مارسيل الخالدة. ففي جو خيمت عليه رهبة المكان والقيمة الفنية لمارسيل ووسط موجة من التصفيق استقبلت جماهير قرطاج الوافد اليها علي خطي طريق عليسة ليغني للحب ولفلسطين وللفقراء والمحرومين وليكرم رفيق دربه صاحب رائعة "سجل انا عربي" الشاعر العربي الكبير محمود درويش. في البدء حيا مارسيل الجمهور علي كثافة الحضور وحسن الضيافة ورفعة الذوق والاحساس ثم كانت الانطلاقة ب "يطير الحمام... يحط الحمام" وهي قصيدة تغني لأول مرة من كلمات درويش ولحنها مارسيل بعد وفاته وكأنه أراد من خلالها القول ان درويش الذى كان حاضرا في حفل قرطاج سنة 2005 حاضر بالغياب في حفل 2009 ولأنها أغنية حب فقد طلب الفنان من الجمهور بعد ان اسمعه كلماتها ان يؤديها معه فردد الجميع "يطير الحمام يحط الحمام...اعد لي الارض كي استريح فاني احبك حتي التعب". ثم تلتها أغنية اخرى عاطفية من تاليف درويش ايضا خص بها جمهور قرطاج وتقول كلماتها ونحن نحب الحياة اذا مااستطعنا اليها سبيلا. وتواصل تصاعد نسق الحفل بانتشاء مارسيل والجمهور فغنى من قصائده القديمة التي حفظتها اجيال واجيال ومنها "كل قلوب الناس جنسيتي... فلتسقطوا عني جواز السفر" وغنوا معه بصوت واحد بين ريتا وعيوني بندقية ومنتصب القامة امشي وفي البال اغنية". ثم اعتلت الفنانة اميمة الخليل التي ترافقه تقريبا في كل حفلاته الركح لتغني بإحساس فني مرهف رائعة عصفور طل من الشباك ورافقته في اداء الاغنية الشهيرة يا بحرية. وخصص صاحب "أحن الى خبز امي" كعادته جزءا من حفله للاحتفال بالام من خلال قصيد لمحمود درويش يقول مطلعه "أمي تعد أصابعي العشرين عن بعد... تمشطني بخصلة شعرها الذهبي...وترثو جوربي المقطوع". ان المتابع لحفل مارسيل خليفة بقرطاج يشعر بقوة وجود محمود درويش رفيق دربه الذي رافقه طيلة 35 سنة عاشر خلالها اشعار ودواوين شاعر الكرمل هضبة في فلسطين اختارها درويش عنوانا لمجلته الادبية والفكرية الكرمل بما جعل هذه السهرة تعبيرا عن عمق العلاقة الوجدانية التي تجمع الفنان بالشاعر الذى يشعر دائما والتعبير لمارسيل بأن شعره قد كتب له هو دون سواه وان طعم خبز امي يشبه ما عبر عنه درويش في قصيدته احن الى خبز أمي وريتاه مثل ريتاي وصورتي على جواز سفره/.