تكريم حمودة بن حليمة أحد رواد السينما التونسية بعد نصف ساعة من موعده المحدد في السابعة مساء ضمن دليل البرمجة، انطلقت ليلة أول أمس الدورة الأولى من الملتقى السنوي للمخرجين السينمائيين التونسيين في قاعة الكوليزي بالعاصمة...هذا التأخير ولئن أصاب المنتظرين بالملل فإنه كان فرصة لأهل الفن السابع حتى يتبادلوا التحية وبالأحضان وكأنهم في لقاء هو الأول... ولعل حصول جمعية المخرجين السينمائيين على التأشيرة بعد منع تأسيسها سنة 2005 وفقا لكاتبها العام المخرج خالد البرصاوي كان السبب في هذه السعادة البادية على وجوهم بعد ثورة مكنتهم من تحقيق مشروعهم وتنظيم هذه التظاهرة السينمائية وهدفها ربط الصلة بين مختلف الأجيال السينمائية وفتح فضاء جديد لتقديم انتاجاتهم. وعلى ايقاع صوت الفنان الشاب ياسر جرادي مؤسس مجموعة «ديما ديما تونس» افتتحت سهرة الملتقى السينمائي لجمعية المخرجين السينمائيين وكانت الفقرة الموالية بامضاء الفنانة بديعة بوحرزي التي أمتعت الحاضرين بطاقاتها الصوتية المميزة وممازحتها للحكومة الحالية حين قالت: «أعرف أنكم جميعا تؤمنون بالنهضة....الثقافية» لتختم مداخلتها بتحية ساخرة من الداعية وجدي غنيم أثارت ضحكات المتفرجين الذين كانوا يفضلون أن تكون الفقرة الغنائية أطول باعتبار أن كلا الفنانين اكتفيا بأغنية واحدة. من جهتها كانت كلمة سنية الشامخي رئيسة الجمعية المنظمة لملتقى المخرجين السينمائيين مختصرة لم تتعد الترحيب بالحضور فيما وجه خالد البرصاوي شكره لداعمي المهرجان ومن بينهم وزارة الثقافة وجمعية المنتجين السينمائيين دون أن ينسى التذكير بالصعوبات المالية التي واجهت منظمي المهرجان املا أن تكون دوراته القادمة أفضل على مستوى التنظيم والبرمجة. وحظيت فقرة تكريم أحد رواد السينما التونسية المخرج حمودة بن حليمة باهتمام الجميع الذين وقفوا تحية احترام لما قدمه للسينما التونسية رغم ندرة أعماله وعبر السينمائي المكرم ليلة أول أمس بالكوليزي في حديثنا معه عن ارتياحه لهذه اللفتة وكشف أن التجاهل الذي تعرض له في الحكم البورقيبي وفي سنوات بن علي جعل من هذه اللحظة أكثر قيمة بعد أن تزامنت مع ثورة شباب 2011. وعن مسألة تكريم حمودة بن حليمة - الذي عرض فيلمه «خليفة الأقرع» في سهرة الافتتاح- قال المخرج النوري بوزيد أن السينمائي القدير يستحق هذا التكريم منذ زمن لأنه من علامات السينما التونسية مشيرا إلى أن حمودة بن حليمة أعطى خصوصية للشخصية التونسية المعاصرة في السينما خاصة وأنه اقتبس أعماله عن أدب علي الدوعاجي والبشير خريف. وأضاف النوري بوزيد من جهته أن غياب المنتجين في فترة عمل حمودة بن حليمة خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي في السينما كانت وراء قلة أعماله رغم الموهبة الكبيرة التي يتمتع بها، معرجا على تجربته الخاصة في مضمار الفن السابع قائلا : «لولا المنتجين ما كنت لأقدم أفلامي.» من ناحيته اعتبر الناقد السينمائي اقبال زليلة أن فيلم الافتتاح «خليفة الأقرع» من بصمات السينما التونسية وأن المخرج حمودة بن حليمة عكس الواقع التونسي بأسلوب سينمائي متطور مقارنة بفترة الستينات بعد أن اقتبس شريطه عن رواية بالعنوان نفسه للأديب الراحل البشير خريف معتبرا أن الأفلام التونسية المصورة في تلك المرحلة كانت نتيجة تمرد على الوضع السياسي الذي كان قائما. تجدر الاشارة إلى أن فيلم «خليفة الأقرع» أنتج على عدة مراحل بعد أن تخلت التلفزة التونسية عن تمويله وكان قد توج سنة 1970 بالتانيت البرونزي لأيام قرطاج السينمائية. على صعيد اخر تميز افتتاح الملتقى الأول للمخرجين السينمائيين التونسيين بحضور أغلب المخرجين من مختلف الأجيال السينمائية ومن بين الحاضرين المنتج نجيب عياد والمخرجين هشام بن عمار والحبيب المستيري والنوري بوزيد والناصر خمير ومراد بالشيخ وغيرهم ويذكر أن اختتام المهرجان الليلة سيتوج أحد المشاركين الشباب بجائزة مالية تساعده على مواصلة تجاربه السينمائية.