تونس 4 فيفري 2011 (وات)- انتشرت بين صفوف شباب تونس خلال السنوات الأخيرة موسيقى الراب والهيب هوب بشكل ملحوظ. واستطاع هذا النمط من الموسيقي الذي يجمع بين كلمات تعبر عن معاناة الكادحين والمحرومين وإيقاعات غربية صاخبة تلهب الحماس والغضب أن يكون ملاذ العديد من الناس للتعبير عن مساندتهم لثورة شباب تونس وللتعبيرات الفنية التي برزت في أغان اتسمت بكلماتها الجريئة والناقدة لسياسات النظام السابق والمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وشكلت صفحات المواقع الاجتماعية "الفايس بوك" فضاء رحبا لكل من يرغب في فضح سياسة التعتيم والقمع والبطالة والعطالة الفكرية المفروضة على الشعب التونسي والمطالبة بالإصلاح وتحسين الأوضاع الاجتماعية والسياسية بالبلاد. وبعد أن كانت هذه الأغاني الثورية بمثابة بطاقة عبور للسجون التونسية أصبحت اليوم لها مكانة في المشهد السمعي البصري من خلال بثها في الإذاعات التونسية العامة والخاصة فضلا عن الترويج لكليبات مبدعيها في مختلف القنوات التلفزيونية. ومن بين الأغاني المعنية أغنية لفنان تونسي شاب يدعى حمادة بن عمر عرف لدى محبيه باسم "الجنرال" اختار لها عنوان "رئيس البلاد" وأرادها رسالة مفتوحة للرئيس المخلوع اتهمه فيها بغض الطرف عن تردي الأوضاع الاجتماعية بالبلاد والعمل على خنق الحريات. وقد حظيت هذه الأغنية بانتشار واسع على الانترنات منذ شهر نوفمبر الماضي تاريخ صدورها وبلهجة تونسية لا تخلو من طرافة وجرأة تقول كلمات هذه الأغنية من بين ما تقول :"رئيس البلاد هاني اليوم نحكي معاك باسمي وباسم الشعب ..الكل عايش في العذاب 2011 مازال ثما شكون يموت بالجوع حابب يخدم باش يعيش لكن صوتو موش مسموع ... رئيس البلاد قتلي احكي من غير خوف هاني حكيت ونعرف إلى نهايتي باش تكون الكفوف.." كلمات حفظها شباب تونس الثائر ولم تعجب الرئيس المخلوع الذي أمر أياما قبل الإطاحة به بزج صاحبها في السجن ليدفع ثمن تطاوله على نظام أصبح الشعب التونسي برمته يدرك مدى فساده ودناءة أزلامه . ومن حسن الحظ ان اندلعت الثورة الشعبية وسقط الطاغية ذلك السقوط المدوي فكانت الحرية من نصيب حمادة بن عمر الذي لم يقبع في السجن سوى أيام قليلة . وفي عديد اللقاءات الإعلامية أكد هذا الفنان الشاب انه فخور لأنه تجرأ وكتب هذه الكلمات التي أصبحت مطلب كل تونسي كما أنها كانت سبيله للتأكيد على أن فناني الراب يمكن أن يكون لهم دور فاعل في نقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية والمطالبة بإصلاحها عن طريق كلمات صادقة ومعبرة تعكس نبض الشارع .