تونس 8 فيفرى 2011 (وات) - "جئت لتأكيد دعم بريطانيا للشعب التونسي في هذه المرحلة المصيرية من تاريخه التي يسعى فيها إلى تقرير مصيره وممارسة حقوقه الديمقراطية بكل حرية"، هذا ما أكده وزير الخارجية البريطاني وليام هاغ خلال ندوة صحفية عقدها ظهر الثلاثاء. وبين الوزير البريطاني أن التغيير الذي حدث في البلاد كان "بإرادة ومن انجاز الشعب التونسي الذي طالب قادته بالاستجابة إلى طموحاته الاقتصادية والسياسية" منوها بالحكومة المؤقتة التي أنصتت إلى مشاغل الشعب وانطلقت في تنفيذ مسار هام من الإصلاحات. وأفاد أن لقاءيه يوم الثلاثاء بكل من الوزير الأول محمد الغنوشي ووزير التخطيط والتعاون الدولي محمد النوري الجويني تمحورت حول الإصلاحات الكبرى التي انخرطت فيها تونس خلال هذه الفترة الانتقالية وأوضح انه تطرق في لقائه مع الوزير الأول إلى الانتخابات التي ستجرى خلال هذه السنة مؤكدا بالقول "سيكون من الهام في نظر العالم أن تجرى هذه الانتخابات المصيرية بكل حرية وبشفافية وديمقراطية ". وأشار إلى أن لقاءاته مكنت أيضا من بحث مسالة حقوق الإنسان التي "تعتبر مكونا محوريا لمسار الإصلاحات" مبديا ارتياحه لقرار الحكومة التونسية المصادقة على عدد من الاتفاقيات الدولية الهامة على غرار البروتوكول الاختياري المتعلق باتفاقية مناهضة التعذيب. وبين أن لقاءاته مع المسؤولين التونسيين تمحورت حول آفاق النهوض بعلاقات تونس مع بريطانيا ومع الاتحاد الأوروبي معربا عن الأمل في أن تشهد هذه العلاقات المزيد من النمو خلال السنوات المقبلة. وأضاف قائلا " نرى أمامنا فرصا كبيرة بدأت تولد في تونس وهي فرص يتوجب العمل على الاستفادة منها بدلا من التوجس منها "، مؤكدا استعداد بلاده للعمل مع الحكومة والمجتمع المدني في تونس لدعم التنمية الاقتصادية وتحقيق انفتاح سياسي اكبر. وأكد أن "بريطانيا ستكون صديقا حقيقيا للشعب التونسي الذي يبدأ مرحلة جديدة من تاريخه" مشيرا إلى أن عيون العالم تتجه نحو الشعب التونسي وتشاركه طموحاته. وقال أن بريطانيا قد أحدثت صندوقا للشراكة العربية مهمته تقديم الدعم للمجتمع المدني ولمؤسسات الدولة والأفراد في تونس وفي باقي الدول التي تسعى إلى إرساء انفتاح اكبر ومشاركة سياسية أوسع والى تكريس حقوق المواطن والنهوض بهياكل مستقلة باعتبارها عوامل أساسية لبناء مجتمع مستقر وأمن وديمقراطي . .ولاحظ انه ليس من شأن بريطانيا أو أي بلد آخر إملاء أو تحديد طبيعة وطريقة التغيير في المنطقة مؤكدا في المقابل دعم بلاده للحريات وللقيم الديمقراطية الكونية التي تعد أساسية لبناء المجتمع الديمقراطي الذي يشكل هدفا يسعى الشعب التونسي إلى تحقيقه بكل حماس وحزم. وفي رده على أسئلة الصحافيين أبرز وزير الخارجية البريطاني ما لمسه لدى الحكومة التونسية من "عزم صادق" على المضي قدما بهذه المرحلة الانتقالية مشددا على أهمية اتخاذ إجراءات ملموسة والبدء في الإصلاحات الضرورية الكفيلة "بمضاعفة ثقة المستثمرين الأجانب والنهوض بفرص جديدة للشراكة". وأكد هاغ استعداد بريطانيا المتجدد لتقديم دعمها لتونس والتعاطي معها على أساس مقتضيات المرحلة الحالية والمتمثلة بالخصوص في النهوض بفرص التعاون الجديدة القائمة على القيم المشتركة في المجالين الأمني والتعليم العالي على وجه الخصوص.