تونس 23 فيفرى 2011 (وات)- في أول حوار سياسي حر لهم منذ ثلاثة عقود رفض تونسيون فكرة بروز مجموعة جديدة من الرجال الاقوياء المستدبين من رحم الانتفاضات الشعبية التي تهز العالم العربي من تونس الى اليمن. ففي حلقة خاصة واستثنائية نظمتها مؤسسة مناظرات الدوحة مساء الثلاثاء في تونس ما بعد الثورة صوت 74 بالمائة من المشاركين الذين كان غالبيتهم من الطلبة والشباب ضد موضوع الحلقة الذى جاء تحت شعار هذا البيت /اى الحضور/ يعتقد ان الثورات العربية لن تنجب سوى دكتاتوريين بالوان مخلتفة فيما صوت 26 بالمائة من المشاركين مع هذا الموضوع. وانتظمت هذه الحلقة في قلب المدينة العتيقة على بعد اقل من كلم من الشارع الذى احتضن يوم 14 جانفي الاف المنتفضين الذين اطاحوا في هذا اليوم ببن علي اى قبل 11 يوما من اندلاع شرارة الثورة في ساحة التحرير في قلب القاهرة لتطيح بمبارك في 11 فيفرى وأدار هذه الحلقة التي تعد أول مناظرة تنتظم في بلد افريقي وخارج مدينة الدوحة الاعلامي البريطاني تيم سيباستيان رئيس مجلس ادارة مناظرات الدوحة . وقد جمعت فريقين من المتدخلين يؤيد احدهما موضوع الحلقة ويخالف الاخر هذا الاختيار. وقد شهدت هذه الحلقة تدخلات رشيقة حيث انبرى احد الطلاب محذرا المشاركين والمنظمين بالقول //ما ورثناه من النظام السابق اشبه ما يكون بالسرطان وهو يتطلب جراحة في العمق// بينما قوبل تدخل طالب اخر بتصفيق الحضور حين اكد //ان التونسيين حققوا اسرع ثورة في العالم وبالتالي فانهم سيمتلكون اسرع ديمقراطية ايضا//. اما استاذة اللغات في جامعة تونس روضة بن عثمان والمدير التنفيذى لجمعية الدراسات الدولية ومعهد تونس الاعلامي كمال بن يونس فقد ايدا اختيار موضوع المناظرة. فقد حذرت بن عثمان من احتمالات نهوض دكتاتور جديد حتى بعد اجراء اول انتخابات في البلاد ووجهت اصبع الاتهام في هذه المعادلة الى ضعف مبدا المحاسبة والمساءلة والمكاشفة وغرس ثقافة متجذرة تغلب الولاء لدى المواطنين بمختلف انتماءاتهم وفئاتهم . اما الاعلامي بن يونس فقد بدا متشائما حيال المستقبل السياسي لتونس ومصر حيث وعد المجلس العسكرى الاعلى باجراء انتخابات خلال ستة اشهر عقب الاطاحة بمبارك . وبرر بن يونس موقفه هذا بقوله ان الاف الدكتاتوريين ظلوا في ثنايا النظام الامني والهيكلية السياسية في كل من تونس ومصر محذرا من الاسلاميين المحظورين منذ سنوات والذين قد يتسثمرون فئات الشعب الفقيرة والمهمشة لجني مكاسب من خلال صناديق الاقتراع. في الاتجاه المعاكس تحدث كل من شبلي تلحمي وهو استاذ للسلام والتنمية في جامعة ميريلاند الامريكية وفارس مبروك موسس معهد السياسة العربي وهو هيئة بحث وتفكير تساند التغيير الديمقراطي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا تلحمي اقر بوجود اخطار كامنة في اى تغيير يهدف الى تكريس الديمقراطية معتبرا ان الضمان يكمن في بروز وعي غير مسبوق بقدرة الشعوب عززته شبكة الانترنت وهو ما يعني ان الحكومات العربية لن تستطيع مواصلة تجاهل الراى العام . كما اكد ان زمن الديكتاتوريات قد ولى فيما يتولد زخم اصيل غير قابل للتراجع . اما فارس مبروك فقد اكد ان التونسيين استنبطوا نموذجا سياسيا جديدا هو مزيج من حقوق الانسان والكرامة وسيادة القانون مضيفا لا احد يريد انتشار الفوضى. نموذجنا الجديد ليس ايران او السعودية فحتى المحافظون بيننا يتطلعون الى تركيا كنموذج قابل للتطبيق . جدير بالذكر ان تيم سيباستيان رئيس مجلس ادارة مناظرات الدوحة كان مراسلا خارجيا لهيئة الاذاعة البريطانية في فرصوفيا وموسكو وواشنطن كما غطى احداثا هامة لتلفزيون بي بي سي من 25 دولة لاكثر من 30 عاما. كما انه اول محاور في برنامج كلام قاس الذى نال عنه جائزتي افضل محاور من قبل جمعية التلفزيون الملكية التي منحته كذلك جائزتها لافضل صحافي تلفزيوني الى جانب حصوله على جائزة الاكاديمية البريطانية على مساهماته في تلفزيون الحقائق .