تونس 17 مارس 2011 (وات) - تنطلق وزارة السياحة خلال شهر أفريل المقبل في تنفيذ حملة ترويجية تشمل أهم الأسواق الموفدة للسياح باتجاه تونس. وتندرج هذه الحملة، التي تتواصل حتى شهر جوان المقبل، في إطار مجابهة الوضع الصعب الذي يعيش على وقعه القطاع السياحي حاليا والآفاق غير المطمئنة بخصوص موسم الذروة والتي تتجلي من خلال التراجع الملحوظ للحجز ولنشاط شركات طيران الرحلات غير المنتظمة. وسيخصص مبلغ 60 مليون دينار للترويج للوجهة التونسية ولا سيما في أوروبا كما أعلن عن ذلك السيد مهدي حواص وزير التجارة والسياحة مساء الأربعاء على قناة "نسمة". ويتمثل الهدف في إنقاذ الموسم السياحي دون الوقوع تحت ضغوط وكلاء الأسفار والناقلين الذين لم يبدوا أي استعداد لمساعدة تونس على إعادة دفع النشاط السياحي بعد ثورة 14 جانفي 2011. ويقف المهنيون والإدارة اليوم أمام نفس المعطى، مطلقين صفارة الإنذار، بيد أنهم يقترحون مقاربة مشتركة للخروج بالقطاع من هذه الوضعية الحرجة. وأشاروا في هذا الصدد، إلى أن أغلب الوحدات الفندقية في المناطق السياحية مغلقة وان الوحدات المفتوحة (نحو 20 بالمائة) لا تستغل سوى 20 بالمائة من طاقتها مجددين عزمهم على توحيد الجهود لإنقاذ مواطن الشغل (يوفر القطاع نحو 250 ألف موطن عمل مباشر) وإعادة النشاط السياحي الذي يساهم بنسبة تفوق 5 بالمائة في الناتج الداخلي الخام للبلاد مع الحرص على عدم التخفيض المشط في الأسعار. واعتبر مختلف المتدخلين، من إدارة وجامعة تونسية للنزل وجامعة تونس لوكالات الأسفار، أن عملية الإنقاذ، ولئن كانت صعبة، فهي ليست مستحيلة. وأضافوا أن هذه العملية تتطلب توخي منهجية تحرك مغايرة في مجال تنفيذ وتجسيم الحملات الترويجية للوجهة التونسية وأفرادها باعتمادات خاصة. كما تستدعي وعيا حقيقيا، من قبل أعوان القطاع السياحي، برهانات المرحلة والحاجة المتأكدة للتغلب على الضغوطات الاجتماعية. ويتعين أن يقع تسويق "تونس ما بعد الثورة" من خلال برمجة عمليات هادفة وحملات قوية ومدروسة تهم كل وسائل الإعلام والإشهار في أوروبا بما يفضي إلى استقطاب 5ر4 ملايين سائح حسب الموسم السياحي (عام بعد عام). كما يتمثل الهدف المنشود في تسويق صورة بإبعاد جديدة لتونس ولكافة مناطقها ولشعبها وثقافتها وكل ما من شأنه أن يمثل عامل جذب للسياح. وقد تبدو هذه العملية، بالنظر إلى المؤشرات الحالية التي يسجلها القطاع، صعبة لكنها "غير ميؤوس منها تماما". فالحركية التي تعرفها تونس وشعبها يمكن أن تشكل، إذا ما استغلت على الوجه الأفضل، دافعا هاما لإثارة الاهتمام بالبلاد كوجهة سياحية والحد بصفة مبدئية من الانخفاض الحاد المسجل. وأبدت كل من الجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية لوكالات الأسفار تفاؤلا نسبيا وطالبتا بمواكبة أفضل لعملية منح القروض الخاصة بالترويج وتأجيل دفع الديون، الذي لا يجب اعتباره نوعا من المساعدة أو الإعانة، في سبيل الحد من الخسائر وتجاوز هذا الظرف الصعب.