تونس 10 أفريل 2011 (وات) - أكد المشاركون التونسيون والأجانب في أشغال اليوم الثاني لورشة العمل حول "إصلاح الإعلام السمعي البصري", ضرورة تنظيم الاذاعات الخاصة من حيث المحتوى وذلك من خلال تخصيص مساحة للبرامج ذات التوجه العام إلى جانب تحديد مساحة مخصصة للغناء و للومضات الإشهارية. وفي مداخلة تم تقديمها اليوم خلال الجلسة الصباحية لهذه الورشة المنتظمة ببادرة من الهيئة الوطنية المستقلة لاصلاح الاعلام والاتصال, استعرض مهندس تونسي خبير في البث الاذاعي والتلفزي، مختلف الاجراءات التي كان يتم اتباعها عند بعث إذاعة خاصة أو عمومية في السنوات السابقة، موضحا التطورات الممكنة في هذا المجال خلال الفترة القادمة. كما أشار إلى أن نطاق ترددات /اف ام/ يشهد في تونس اكتظاظا من حيث عدد المحطات الإذاعية التي تستغله، باستثناء بعض المناطق , مقترحا مختلف الحلول الممكنة من أجل توسيع مجال البث على موجات /اف ام/ وذلك بالخصوص عبر التقليص من موجات القنوات الجهوية والوطنية. وتم خلال النقاش إثارة موضوع "قنوات القرصنة" وكيفية حماية الموجات المخصصة للاذاعات "القانونية", فضلا عن التساؤل حول التأثير السلبي لتعدد الاذاعات الرسمية على مسألة التعددية الفكرية والسياسية في قطاع الإعلام السمعي البصري. ولاحظ المتدخلون في النقاش أن فسح المجال أمام الاذاعات الخاصة ساهم في تغيير المشهد الاعلامي في تونس بصفة كبيرة، مقترحين إجراء تحليل جذري لواقع الاعلام خلال الفترة السابقة لاستنباط الحلول الكفيلة بإصلاحه. كما تم التعرض إلى موضوع الاذاعات ذات التوجه الاجتماعي والتي أطلق عليها البعض اسم "الاذاعات الجمعياتية" أو "إذاعات المجموعات" وهي الاذاعات التي تقدم أفكارا ومواضيع تهم مجموعات وفئات معينة من المجتمع. وأشار المتدخلون في هذا السياق إلى ان هذا النوع من الاذاعات وان كان يعكس التعددية الفكرية الاعلامية فانه في جانب منه قد يؤدي الى انزلاقات سياسية قد تؤثر على الوحدة الاجتماعية. وأثاروا على صعيد آخر مسألة تمويل الاذاعات ذات المداخيل الضعيفة سيما منها الاذاعات الجمعياتية، مقترحين تخصيص جزء من الومضات الاشهارية لمساندة هذه الوسائل الاعلامية أو إحداث صندوق وطني لدعمها. وقدم عدد من باعثي المحطات الإذاعية الخاصة تجاربهم في هذا المجال على غرار إذاعة "اكسبراس اف ام و"الاذاعة السادسة" التي لم يتمكن صاحبها إلى حد الان من الحصول على الترخيص القانوني بسبب "رفض لنظام السابق السماح له بالنشاط."