قفصة 11 افريل 2011 (وات) أكد زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ان الوفاء لشهداء ثورة تونس لا يتحقق إلا عبر ترسيخ حرية المواطن وكرامته وبناء مقومات التنمية العادلة قائلا ان دماء الشهداء أمانة في أعناق جميع التونسيين ومن مقتضيات هذه الأمانة القصاص لهم ممن أمروا بالقتل وممن نفذوه. وبين في كلمة القاها عشية امس الأحد خلال اجتماع شعبي نظمته حركته بدار الثقافة ابن منظور بقفصة ان ثورة الشعب التونسي التي لم يصنعها زعيم واحد ولا حزب واحد، حولت الشعب كله في شهر الثورة الى جبهة واحدة في مواجهة دولة القمع والاستبداد. وشدد على ضرورة المحافظة على هذه الوحدة حتى تحقيق اهداف الثورة وهي بالاساس /قيام مجتمع عادل وبناء دولة الحق والعدل على اساس التوزان بين الجهات وتحقيق النماء خاصة لفائدة المناطق المحرومة/. وأكد مؤسس حركة النهضة الحاجة في هذه المرحلة الهامة من تاريخ تونس الى التضامن والوفاق والحوار والوحدة والنأي عن منطق /التخويف/ معتبرا انه على الاحزاب ان تدرك /بانه هنالك شعب ينبغي ان يحترم رأيه وان تكون كلمته اعلى من كلمة الاحزاب/. وأوضح ان مشروع حركته يقوم على الايمان بالتعددية واحترام مكانة المراة والرجل وتقديس العائلة مضيفا أن "المجال مفتوح للنقد والاقناع والحوار بدلا عن التخويف." وفي معرض حديثه عن شؤون المساجد اقترح الغنوشي أن "يتولى المصلون انتخاب هيئات او جمعيات تدير شؤون هذه المساجد وتعين الائمة لما في ذلك من تكريس لسيادة الشعب". ولدى تطرقه الى الاضرابات والاعتصامات التي كثيرا ما تعطل دواليب الانتاج قال الغنوشي انه مع إقراره بمشروعية مطالب المضربين والمعتصمين ووقوفه الى جانبها فانه يعتبر ان الوقت الان غير مناسب لطرحها لان اصلاح كل هذه الاوضاع لا يمكن ان يتم في وقت قصير موضحا ان الاولوية اليوم هي لتشغيل العاطلين وليست لرفع الاجور. ودعا بهذا الخصوص الى العمل من اجل تاسيس جمعيات خيرية لجمع الزكاة وتحويلها الى مؤسسات تعنى بالقضاء على البطالة مقترحا في نفس الاطار أن يتم توظيف الاموال التي نهبت في العهد السابق من اجل أيجاد مواطن شغل للمعطلين. وتولى راشد الغنوشي قبل ذلك تدشين المقر الجديد لحركة النهضة بمدينة قفصة.