الحمامات 29 أفريل 2011 (وات) -أجمع المشاركون في المنتدى الدولي 14 لمجلة حقائق على أن " العالم ينتظر إبداعا تونسيا في مجال الانتقال الديمقراطي يحتذى في التحديث العربي " . وأعربوا في ختام أشغالهم اليوم الجمعة بالحمامات الجنوبية عن الأمل في أن تقدم تونس التي صنعت ثورتها وأبهرت العالم مثالا عن الانتقال الديمقراطي الذي يترجم نجاح الثورة ويعزز بالتالي الاندماج المتوسطي ويدفع نحو تضامن إقليمي حقيقي بين الشمال والجنوب فيخلق أملا جديدا في عالم أفضل تلتقي فيه الشعوب حول قيم ومبادئ مشتركة. ولاحظوا في إطار الجلسة الختامية للمنتدى الذي اهتم بموضوع "الثورة التونسية وتحديات الانتقال الديمقراطي ودور المجتمع المدني " أن ثورة تونس قد أضافت إلى تاريخ الثورات في العالم مسألة تكريس دور الوسائل الحديثة للاتصال والمعلومات وشبكات التواصل الاجتماعي كمكون جديد لدفع مسارات التحرر من الدكتاتورية. وأكدوا في هذا السياق على ضرورة العمل على تحقيق الوفاق بين المجتمع المدني التقليدي وبين المجتمع المدني الافتراضي الذي اكتسح ميدان النضال وافتك المقدمة من غيره من التشكيلات الحزبية والجمعياتية من أجل مشروع سياسي ومجتمعي مشترك تلتقي فيه الآراء من اجل هدف واحد ألا وهو رؤية تونس حديثة ديمقراطية وحرة وتعددية عادلة ومتضامنة. ووجه المنتدى الذي جمع شخصيات سياسية وفكرية وطنية ودولية مجموعة من الرسائل خاصة للاتحاد الأوروبي بدعوته إلى الاضطلاع بدور حقيقي في إنجاح مسار انتقال تونس نحو الديمقراطية بعيدا عن الشعارات والوعود وذلك باتخاذ إجراءات فعلية سيما في ما يتعلق بوضع برنامج متوسطي لمساعدة الشباب وبالعمل على المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي وفي دفع الاستثمارات نحو تونس . والتقت آراء المتدخلين في أعمال المنتدى على ضرورة أن يعي الاتحاد الأوروبي أن في المساهمة الفعلية في إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي في تونس نجاح لكل المنطقة المتوسطية بجنوبها وشمالها وتأسيس لعلاقات متوسطية جديدة أساسها الاندماج والتضامن والتعاون المشترك. ولئن اختلفت الآراء وتراوحت بخصوص النتائج المحتملة للانتقال الديمقراطي فقد التقت حول التأكيد على صعوبة المرحلة الانتقالية التي تعيشها تونس وعلى أهمية دور المجتمع المدني ووسائل الإعلام في تحمل مسؤولياتها في التوعية بأهمية التحديات التي يواجهها مسار الانتقال الديمقراطي . وقد أشار الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الحبيب بن يحي في مداخلة له إلى أهمية أن يعي التونسيون أن الحوار هو أساس النجاح وعلى ضرورة توفر رؤية مشتركة لتونس المستقبل لا مجال فيها للإقصاء مؤكدا أن الموارد البشرية التونسية التي تمثل ثروة لا تقدر بثمن هي الضامن لإنجاح مسار الانتقال كما أنها قادرة على أن تكون نموذجا للديمقراطية العربية . وقد تواصلت أعمال اليوم الختامي للمنتدى في إطار ورشات عمل اهتمت ب"مستقبل السياسة الاورومتوسطية " وبدور المجتمع المدني في الانتقال الديمقراطي " بالإضافة إلى " دور وسائل الإعلام في مسار الانتقال" و " الاندماج الاقتصادي أساس للتنمية الاقتصادية في المتوسط" .