تونس 17 أوت 2009 (وات) أسدل الستار مساء الاثنين على الدورة الخامسة والاربعين لمهرجان قرطاج الدولي والتي عرفت تنوعا وثراء كما شهدت اقبالا جماهيريا في مختلف العروض على ركح المسرح الروماني. وكانت السهرة الختامية بمثابة عرض فني متعدد الالوان والانماط الموسيقية مع طغيان للطابع الاوركسترالي تحت عنوان "البساط الاحمر" تصور وانجاز الفنان رياض الفهرى وبمشاركة اكثر من ثمانين عازفا و موسيقيا من جنسيات مختلفة يجمع بينهم الرغبة في تجاوز كل الحدود والسفر عبر الموسيقي من اجل عالم افضل لا يلغي الاخر بل يؤسس لثقافة الحوار والتسامح. هكذا وعلى امتداد اكثر من ساعتين تفاعل جمهور المسرح الاثرى بقرطاج مع معزوفات موسيقية تنوعت بين كلاسيكية وعربية واندلسية ومغاربية وفي توزيع موسيقي يزاوج بين القديم والحديث من خلال توظيف لمختلف الالات الموسيقية من وترية وايقاعية وكذلك الات النفخ او الالات الهوائية التي نجدها عادة في موسيقي الجاز. إنها توليفة موسيقية اراد من خلالها رياض الفهرى ان يجعل من التناغم و التزاوج بين الانماط والتعبيرات الموسيقية جسرا للحوار و التواصل بين الشعوب علي اختلاف ثقافاتها ولغاتها محولا الموسيقي الي لغة موحدة للانسانية. العرض الذى تداول علي ادارته موسيقيا كل من رياض الفهرى و يوفي تيمور قائد الاركستر السمفوني بفيينا والعراقي احمد عدنان كان بمثابة دلالة على ان الموسيقي تجمع ولا تفرق وانها مفرد في صيغة الجمع انها رسالة من موسيقيي العالم من على ركح مسرح قرطاج ومن تونس لجعل الموسيقي لغة موحدة وجامعة لكل شعوب العالم. كما احتفي جمهور قرطاج في هذه السهرة بموسيقار الاجيال صالح المهدى من خلال وصلة مغاربية تعود الي اكثر من خمسة واربعين سنة خلت وقدمت لاول مرة وعلي وقع ايقاع ونغمات موسيقي اندلسية قدم صالح المهدى ثلاثة موشحات مغاربية وردت ضمن اوزان مختلفة وتغني خلالها بمعاني الحب والعشق الصوفي فأنصت الحضور بكل شغف الي كلمات مثل"انا في الحب صاحب معجزات " كما ردد ايضا وصلات من التراث الفلكلورى المغربي. وتضمن العرض ايضا فقرات مما يعرف بموسيقي لعب الاطفال والتي تعتمد علي الايقاعات الراقصة الى جانب فاصل غنائي لكورال اطفال من جنسيات مختلفة غنوا معا وبصوت واحد. عرض "البساط الاحمر" الذي حضره جمهور كبير في مقدمته السيد عبدالرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث اراد من خلاله الفنان التونسي رياض الفهرى ان يزاوج بين موسيقات مختلفة من اجل مد الجسور بين الشعوب و الامم جاعلا من الموسيقي لغة الجميع توحدهم ولاتفرقهم .