تونس 19 أكتوبر 2009 (وات) على البنوك التونسية أن تسعى في أقرب الآجال إلى إرساء ثقافة جديدة لدى أعوانها تحترم أكثر أخلاقيات المهنة المصرفية بهدف ضمان استمراريتها وتطوير مستوى الثقة بها خاصة لدى المستثمرين خلال هذه المرحلة المتميزة بالأزمة المالية العالمية. وتتمثل أخلاقيات المهنة المصرفية في مجموعة المبادىء والقيم مثل النزاهة والشفافية والمواطنة والاستقلالية... التي تنظم طرق التعامل بين البنك وشركائه الأساسيين الحرفاء والمساهمين والسوق ما بين البنوك... وقد كان هذا الموضوع محل نقاش في اليوم الدراسي الذي نظمته عمادة الخبراء المحاسبين بتونس بمساهمة البنك المركزي التونسي وجمعية المهنيين التونسيين للبنوك والموسسات المالية. ومثل هذا اليوم مناسبة للتعريف بالاهمية التي تكتسيها أخلاقيات المهنة المصرفية في تحسين جودة الخدمات البنكية واحكام التصرف في المخاطر التي تتعرض لها المؤسسات المالية. وأبرزت المداخلات التي تم تقديمها بالمناسبة ان الفضائح المالية على الساحة الدولية كان يمكن تفاديها لو حرصت المؤسسات المالية "العملاقة" على غرار "لهمان براذرز" وغيرها على اعتماد قواعد النزاهة والأمانة المالية. كما تعرضت هذه البنوك التي استعملت وسائل اتصال غير مهنية على غرار الاشاعات وغيرها لتثمين أسعار أسهمها إلى عقوبات شديدة من السوق المالية (الإفلاس والتراجع الفجئي للأسعار...) حيث أعلنت 98 مؤسسة إيداع إفلاسها في أمريكا منذ سنة 2008. وعلى المستوى الوطني اكد السيد الهادى زار نائب محافظ البنك المركزى التونسي ان عدة بنوك عملت على وضع مدونة سلوك لدعم رصيد الثقة لدى حرفائها من جهة وارساء ثقافة التصرف الرشيد من جهة اخرى. وأضاف ان هذه المدونات من شأنها ان تحفز البنوك على ترسيخ مبادىء المنافسة الشريفة على مستوى السوق ما بين البنوك بهدف تمكينها من الاضطلاع بدورها في تمويل الاقتصاد وتحقيق التوازن بين الربح المادي والجانب الأخلاقي. وذكر بالمناسبة بسلسة الاصلاحات البنكية التي تم اقرارها على المستوى الوطني والتي مكنت القطاع من تحسين مؤشراته بصفة ملحوظة من ذلك تطهير حافظة البنوك والتقليص من نسبة الديون المصنفة وتحسين معدلات الايفاء بالعهود.