تونس 4 نوفمبر 2009 ( تحرير وات/ بهيجة بلمبروك) - رسمت تونس هدفا جديدا لتعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة وبلوغ نسبة 35 بالمائة على الأقل خلال الخماسية القادمة في صورة تعكس المراهنة على درجة النضج السياسي الذي أهل المرأة للاضطلاع بدورها كشريك فاعل في تجسيم الديمقراطية وتحقيق أهداف التنمية الوطنية. وتستند المقاربة الاستشرافية ومتعددة الابعاد للرئيس زين العابدين بن علي الى ان المراة التونسية وجه من وجوه الحداثة وعنوان تقدم فجاء تعهد رئيس الجمهورية مجلة الاحوال الشخصية بالاضافة والاثراء لينزل حقوق المراة مكانة بارزة ضمن الخيارات الوطنية ويجعل منها محور البناء الحضارى. وقد اتاح البرنامج الانتخابي الجديد فرصا اوفر لاسهام المراة الفاعل في مسيرة التنمية ودعم حضورها على جميع المستويات. وانفردت في هذا السياق المراة والاسرة بالنقطة السابعة من البرنامج الانتخابي تحت شعار المراة التونسية رمز أصالة وعنوان حداثة والاسرة عماد التماسك الاجتماعي وهو ما يبرز الحرص الذى يحدو رئيس الدولة على مزيد تكريس حقوق المرأة والارتقاء بأوضاعها ودفع اسهامها في الحياة العامة ودعم حضورها في مواقع القرار لتبلغ نسبة 35 في المائة على الاقل خلال الفترة 2009/2014 فضلا عن ادراج مقاربة النوع الاجتماعي في كل السياسات والبرامج الاجتماعية والاسترتجيات الوطنية. وفضلا عن تكريس مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم تعد تونس من الدول السباقة في اعتماد مقاربة النوع الاجتماعي في التخطيط التنموى. وقد ارتفعت نسبة حضور المرأة في عدد السكان النشيطين لتبلغ 26 في المائة وظهر جيل جديد من صاحبات الاعمال تجاوز عددهن 18 الف صاحبة مشروع. وتطور حضور النساء فى الفضاء السياسي والمدني ليبلغ فى البرلمان 27 فاصل 57 بالمائة 59 امراة من مجموع 214 نائب و27 فاصل 7 في المائة في المجالس البلدية. أما في صلب مجلس المستشارين فتمثل المرأة نسبة 19 في المائة. وتبلغ نسبة النساء في المجلس الاعلى للقضاء 13 فاصل 3 في المائة و25 في المائة من أعضاء المجلس الدستورى. ولم تكن المراة الريفية بمناى عن اهتمامات البرنامج الانتخابي حيث خصها بخطة متكاملة للنهوض باوضاعها يتم العمل من خلالها على الحد من التسرب المدرسي وتقليص نسبة الامية بين صفوف الفتيات والنساء وايلاء عناية اكبر لصحة الام والطفل بهذا الوسط وتكثيف برامج التثقيف لنشر ثقافة حقوق المراة والاسرة فضلا عن تعميم تاهيل مراكز الفتاة الريفية. ونظرا لما اقره البرنامج الانتخابي السابق 2004/2009 من اليات للنهوض بالمراة في الريف وبالاقتصاد العائلي بلغت فى 2008 نسبة انتفاع النساء من القيمة الجملية للقروض الصغرى 22 بالمائة و26 فاصل 8 من تدخلات البنك التونسي للتضامن على مستوى المشاريع المنتجة فضلا عن تمكن 29 الفا و743 امرة بالارياف من تحسين ظروف عيش اسرها. وقد بادر الرئيس زين العابدين بن علي بدعوة الاحزاب السياسية الى العمل على الترفيع في نسبة حضور المراة في قائمات الانتخابات التشريعية والبلدية وقرر ان تكون هذه النسبة في حدود 30 بالمائة على الاقل فى قائمات التجمع الدستورى الديمقراطي. وقد فاقت مشاركة المراة هذه النسب فى انتخابات 25 اكتوبر 2009 اذ مثل حضورها فى هذه الانتخابات علامة فاصلة فى ممارسة حقوقها السياسية والاضطلاع بواجباتها المدنية وهو ما يؤكد ريادة التجربة التجربة التونسية التي ترقى الى مستوى النموذج اقليميا ودوليا.