تونس 19 نوفمبر 2009 (وات) - الفلاحة والتغيرات المناخية ذلك هو موضوع الحوار المفتوح الذى انتظم يوم الخميس بقصر المعارض بالكرم ببادرة من الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحرى ووكالة تونس افريقيا للانباء. ويهدف هذا الحوار الذى ينتظم على هامش الدورة العاشرة للصالون الدولي للفلاحة والالات الفلاحية والصيد البحرى سياماب 2009 الى مزيد التحسيس بالتحديات التى تطرحها المتغيرات المناخية على جميع المستويات ولا سيما القطاعات الفلاحية والبيئية. كما ترمي الى تعزيز الشراكة بين المؤسسات الاعلامية والمنظمات الوطنية عامة والمنظمة الفلاحية خاصة لتطوير الحوار حول مسالة الفلاحة والتحديات التي تواجهها. واكد الرئيس المدير العام لوكالة تونس افريقيا للانباء في كلمة تمهيدية ان هذا الحوار يفتح افاقا جديدة للشراكة بين المؤسسات الاعلامية والمنظمات الوطنية والمنظمة الفلاحية بصفة خاصة ويندرج في اطار تاكيدات رئيس الدولة على دعم صحافة التخصص وصحافة القرب. وبين ان المواضيع المطروحة في هذا اللقاء تكتسي اهمية كبرى في بعدها المستقبلي وفي ترجمتها لطموحات المهنيين وسائر المتدخلين في القطاع تماما مثلما يحرص على ذلك الرئيس زين العابدين بن علي من خلال برنامجه للمرحلة. وابرز ما تضمنه البرنامج الرئاسي معا لرفع التحديات في النقطة 20 قطاع فلاحي يواكب التحولات المناخية ويرفع تحديات المرحلة 16 تدخلا في مجالات المياه والغطاء الغابي والمناطق المحمية والزراعات البيولوجية والمستغلات الفلاحية الى جانب تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة القمح الصلب خلال الخماسية القادمة. وتم بالمناسبة استعراض نتائج دراسة انجزت سنة 2007 حول التغيرات المناخية والانظمة البيئية مكنت من تحديد استراتجية وبرنامج عمل لاقلمة القطاع الفلاحي والانظمة البيئية مع التغيرات المناخية. وابرز السيد محمد لزهر العشي ممثل وزارة الفلاحة والموارد المائية ان هذه الاستراتجية تعتمد على تطوير التمشي الحالي المرتكز اساسا على التصرف في الظواهر المناخية القصوى عند او بعد حدوثها. وترمي هذه الاستراتجية الى تطوير نظام اليقظة خاصة عبر احداث نظام للانذار المبكر وتوظيفه باعتماد تقنيات الاستشعار عن بعد وتدعيم الشبكة الارضية لتغطي تدريجيا كل المستغلات الفلاحية. وبين السيد العشي اهمية ادماج عنصر الانظمة البيئية في منهجية التصرف في الموارد الطبيعية والاخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية عند تحيين الخارطة الفلاحية من اجل تطوير نشاط المستغلات الفلاحية. وابرز ضرورة الاستفادة من كل ما تتيحه الاتفاقيات الدولية في مجال التغيرات المناخية لا سيما باعداد مقترحات عملية للتاقلم مع التغيرات المناخية والتقليص اكثر ما يمكن من انعكاساتها السلبية. واكد السيد منور الجمالي المدير العام للبنك الوطني للجينات على ضرورة الدعوة الى ان تكون الفلاحة صلب المحاور التي سيتناولها مؤتمر كوبنهاغن الذى يلتئم في ديسمبر 2009 باعتبار ان الفلاحة هي الضامن الاساسي للامن الغدائي العالمي. وابرز ان تونس قد اكتسبت بمرور الزمن القدرة على مواجهة التقلبات التي تميز مناخها والظرف اليوم يحتم على الجميع تثمين هذه المكاسب للمحافظة على الموارد الطبيعية للبلاد والتنوع البيولوجي. وبين ان صغار الفلاحين يمثلون اليوم بنكا حقيقيا للجينات التي تتاقلم والخصوصيات المناخية للبلاد وخصائص التربة الفزيولوجية داعيا الى تثمين هذه الموارد والمحافظة عليها. وابرز السيد رفيق العيني ممثل ادارة الغابات بوزارة الفلاحة والموارد المائية ان التغيرات المناخية اصبحت واقعا لا بد من التعامل معه وتوظيف مختلف الاليات لمواجهته. ودعا الى تكثيف عمليات التحسيس والتوعية لا سيما لدى متساكني المناطق الغابية بضرورة المحافظة على هذه الموارد التي تساهم فى تنمية قدرة البلاد على مواجهة هذه الصعوبات. وابرز السيد محسن بن كعبية ممثل المعهد الوطني للبحوث الزراعية ان مواجهة التغيرات المناخية تقتضي بالاساس المحافظة على التربة التي وحدها الكفيلة بضمان وفرة المنتوج. وبين ان الانجراف والتملح والتصحر يفرض على الفلاح اعتماد تقنيات واساليب زراعية تمكن من تحقيق استدامة خصوبة الارض من ذلك التداول الزراعي واختيار نباتات تحمي الارض وتنمي خصوبتها وتقاوم العوامل المناخية المتغيرة. واستعرض السيد الطيب بالحاج مهندس مستشار العديد من الاشكاليات المطروحة في التعامل مع الارض من ذلك الاستعلال المفرط للموارد الطبيعية مما يؤدى الى التقليص من خصوبة الارض داعيا الى ضرورة اعتماد سياسات تتماشى مع الظروف الصعبة للتاثيرات المناخية وتشريك مختلف الاطراف باعتبارها مسؤولية جماعية. وقدم السيد الشهباني بالاشهب باحث متحصل على الجائزة الرئاسية حول تقنيات الاقتصاد في الماء تقنية جديدة الموزع المردوم للاقتصاد في الماء الذى يمكن من المحافظة على الموارد المائية ولا سيما في السنوات الممطرة وحسن استغلالها في السنوات الجافة. ودعا الى اهمية تشريك الفلاح في استنباط الاليات الكفيلة بتجاوز الصعوبات المناخية والاستفادة من خبراته. وبين السيد المنجي الزواغي استاذ جامعي ان تونس تزخر بعديد الموارد والانواع النباتية التي تتماشى مع الظروف المناخية التي تشهدها تونس مبرزا ان الاعتماد على البحث العلمي هو السبيل الوحيد للايجاد الحلول المناسبة. وابرز السيد حبيب بن موسى ممثل وزارة البيئة والتنمية المستديمة مظاهر التغيرات المناخية خاصة ارتفاع مستوى البحر وتملح المائدة المائية الساحلية مما يتطلب اتخاذ اجراءات حاسمة لمجابهو هذه المستجدات. وخلص الى ان مواجة التغيرات المناخية تبقى مسؤولية الجميع وتقتضي توخي مقاربة شاملة تاخذ بعين الاعتبار مختلف الموارد الطبيعية من تربة وماء وتنوع بيلوجي.