4ديسمبر 2009 (ات) - صادق مجلس النواب يوم الجمعة على مشروع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لسنة 2010. أبرز السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة علي التراث المكانة الهامة التي تحظى بها الثقافة في المشروع الحضاري للرئيس زين العابدين بن علي باعتبار دورها المحورى في مسار التغيير والاصلاح وفي منوال التنمية الشاملة والمستدامة وهو ما تأكد في النقطة الثامنة عشرة من البرنامج الانتخابي للفترة2009/ 2014والتي جاءت تحت عنوان /تونس منارة ثقافية علي الدوام/ . وأشار الوزير في ردوده على تدخلات النواب لدى مناقشة مشروع ميزانية وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لسنة 2010 الي ان الخيارات الثقافية المنتهجة تعتبر المبدع /ضمير الامة/ وتبوأ المثقف مكانة الشريك في تمش اصلاحي يعمل علي ارساء مجتمع ديمقراطي معتز بجذوره بقدر ماهو متحفز للانخراط في مسار الحداثة ويستمد ثراءه من تنوع الاراء في صلبه ومن قدرته علي احترام الاختلاف والتنوع والتعددية الفكرية. وتطرق في هذا السياق إلى ما تحقق لفائدة القطاع من انجازات واصلاحات شملت بالخصوص مراجعة القانون المتعلق بالملكية الادبية والفنية وتمكين المبدعين من التغطية الاجتماعية والاحتفاء بالاعلام والمبدعين التونسيين من ابن خلدون الى الشابي والفاضل ابن عاشور والدوعاجي والجويني وتكريم الاحياء منهم . وتشمل هذه الانجازات كذلك احداث صندوق التشجيع على الابداع ورصد الاعتمادات لدعم الانتاج الجديد في شتى الفنون والترفيع المطرد في ميزانية وزارة الثقافة والمحافظة علي التراث لتبلغ 5ر1 بالمائة من ميزانية الدولة سنة 2014 ورفع الرقابة الادارية علي المنشورات. وافاد الوزير بان السنة القادمة ستشهد انطلاق نشاط /مدينة الثقافة/ التي ستكون منارة اشعاع وفضاء لاحتضان التجارب الابداعية الوطنية كما ستضطلع هذه المؤسسة بدور اساسي في استقطاب الابداع العالمي الرفيع وفي جعل تونس عاصمة ثقافية دولية. وفي اطار السعي الى الرفع من شان المبدع اكد السيد عبد الرؤوف الباسطي الحرص علي مأسسة التشاور وذلك عبر انشاء المجلس الاعلي للثقافة وتنظيم عدة استشارات من بينها استشارة /تونس الغد في عيون مثقفيها/ اضافة الي بعث العديد من المؤسسات المرجعية مثل المركز الوطني للترجمة واحداث مشاريع ثقافية كبرى على غرار المبني الجديد للمكتبة الوطنية.
وعدد الوزير في جانب اخر مختلف التظاهرات الثقافية الكبرى التي شهدتها البلاد مشيرا الي ان تونس تحولت خلال سنة 2009 الي قبلة ثقافية عربية اسلامية وافريقية ومتوسطية بل دولية بفضل النجاح الذى حققته هذه التظاهرات ومن أبرزها/ القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية 2009/ واجتماع /الجمعية العامة للمجلس الدولي للموسيقي/ بالا ضافة الي المهرجانات الصيفية والتظاهرات المختصة علي غرار ايام قرطاج المسرحية . ولاحظ أن هذه المهرجانات مدعوة الي مزيد تطوير برامجها بما يجعلها تساهم في تحقيق النقلة النوعية المنشودة للسياحة الثقافية خاصة بعد ان يتم استكمال انجاز الخارطة الوطنية للمعالم والمواقع الاثرية وادراج دفعة ثانية من المعالم التاريخية والمواقع الاثرية في المسالك السياحية وتوسيع شبكة المتاحف باحداث متاحف جديدة وتطوير الاعلام الثقافي واحداث موقع /واب/ لمزيد التعريف بالمواقع الاثرية والنهوض بانتاج الوثائقيات. كما أكد سعي الوزارة الي وضع خطة تهدف الي النهوض بالصناعات الثقافية خلال الخماسية المقبلة وتشجيع القطاع الخاص علي المبادرة ومزيد الاستثمار في الصناعات الثقافية لاسيما في المجال السينمائي . واشار الى ان الوزارة تخصص سنويا 5ر7 ملايين دينار لدعم الانتاجات الثقافية في مختلف الفنون وتخضع عملية اسناد الدعم الي تقارير لجان مختصة وتقوم سلطة الاشراف باجراء تقييم للانتاجات المدعومة بصفة دورية وفي هذا الاطار يتم حاليا اعداد دراسة لتقييم الاعمال المسرحية التي قامت الوزارة بدعمها خلال السنوات الاخيرة . وفي مجال المسرح ذكر الوزير بأن /المسرح الوطني/ قد ساهم خلال السنوات الاخيرة في تطوير الفرجة الحية وفنون السرك وهي من انماط التعبير المسرحي الجديد مفيدا بان هذه المؤسسة على غرار بقية المؤسسات الاخرى تخضع لعملية تقييم دورية من أجل تطوير أدائها . وشدد علي مزيد تعميق اللامركزية الثقافية لتمكين كل مواطن تونسي من التمتع بالحق في النشاط الثقافي والمشاركة في صياغة البرامج ذات الصلة وفق حاجيات كل جهة وخصوصياتها . وصادق المجلس اثر ذلك على مشروع ميزانية وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لسنة 2010