توقع الكاتب مراد يتكين في صحيفة حريت التركية تداعيات كبيرة لمقتل السفير الروسي في أنقرة. وقال يتكين إنه كان يعرف السفير المغدور آندريه كارلوف شخصياً، وأن الديبلوماسي من جيل الحرب الباردة، وخدم في كوريا الشمالية. وفي أسوأ فترات الأزمة التركية الروسية، بعد إسقاط تركيا لطائرة روسية قرب الحدود التركية السورية، لم يفقد كارلوف هدوءه. وكانت آخر كلمات نطق بها قبل مقتله على يد ضابط في الشرطة التركية، مولود ميرت آلتيناس، برصاصات أصابته في ظهره: "يسهل دوماً تدمير شيء ما، ولكن من الصعب البناء"، وذلك أثناء افتتاح معرض للصور التركية الروسية، أقيم تحت عنوان "روسيا كما يراها الأتراك"، في أنقرة مساء 19 ديسمبر. وقبل إطلاقه الرصاص من مسدسه، ردد المهاجم بالتركية وبعربية مكسرة شعارات تتعلق بأطفال قتلوا في حلب بسبب حملة القصف الروسية. وقد بدت تلك الشعارات شبيهة بخطاب جبهة النصرة، ولكن ليس مثلها تماماً (بحسب تحليلات أمنية)، وقال للسفير: "لن نخرج، لا أنت ولا أنا، أحياء من هذا المكان". ويلفت يتكين لمسارعة رجال الأمن التركي لإغلاق مركز الثقافة والفنون في أنقرة، وإخراج المدنيين منه. ويفترض أن يكون هذا المكان من أكثر المناطق التي تحظى بحراسة أمنية في تركيا. فعلى بعد 50 متراً تقع سفارتي ألمانيا والنمسا، وغرفة صناعة أنقرة، ووكالة المراقبة المصرفية، ومكتب المحقق العام، ومكتب التجارة الروسي. كما يقع المركز بالقرب من شارع أتاتورك، وحيث يمر موكب رئيس الوزراء يومياً، أكثر من مرة أحياناً، في طريقه إلى مكتبه. ولكن، وبحسب الكاتب، إن كان شخص ما يحمل بطاقة أمنية، كالضابط الشاب الذي قتل السفير الروسي، فهو لن يجد صعوبة في الدخول إلى تلك المنطقة الأمنية. وقد انتشرت مزاعم بأن القاتل عضو في جماعة فتح الله غولن، المتهم بتدبير المحاولة الانقلابية ليلة 15 جويلية الأخير، ولكن كيف أمكن له الإفلات من الطرد من الوظيفة، أو حتى من الاعتقال؟ وعند مهاجمة القاتل للسفير الروسي، كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في طريقه بالطائرة إلى موسكو للمشاركة في اجتماع مع وزيري خارجية روسيا وإيران للبحث في الوضع في سوريا. وقالت روسيا إن الاجتماع سيتم في موعده المقرر. وفي نفس الوقت، صدرت تصريحات عن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، اللذين أدانا الهجوم باعتباره "يستهدف تحسن العلاقات بين البلدين". وقال أردوغان إنه قبل اقتراح بوتين تشكيل فريق أمني مشترك للتحقيق في الجريمة.