في خطوة تصعيدية مفاجئة لا للمسافرين على متن الخطوط التونسية فقط بل للرأي العام بصفة عامة، قررت الشركة المذكورة إلغاء كل رحلاتها المبرمجة اليوم حتى إشعار آخر وذلك على خلفية الخلاف الذي جد صباح اليوم بين طيار وتقني طائرات بسبب الزي المهني. خطوة تصعيدية صادمة تكونت على إثرها خلية أزمة للمتابعة إلى جانب عقد اجتماع بين وزير النقل والأطراف المعنية انطلق منذ قليل، لكن ذلك لا يخفف في شيء حدة الصدمة التي أصابت المسافرين ثم الرأي العام. فالمسافرون الذين تحولوا إلى المطار منذ الصباح الباكر وجدوا أنفسهم في المطار مع حقائبهم ولحق بهم بقية المسافرين تباعا مما خلق حالة من الفوضى والاستياء الشديد في صفوفهم، سواء منهم التونسيون أو الأجانب من سياح وغيرهم الذين اختاروا الناقلة الوطنية للسفر من وإلى تونس فأصبحوا رهائن في المطار.. وزير النقل أنيس غديرة تعهد باتخاذ ما يلزم من إجراءات ضد من تسبب في هذه الوضعية مشددا على أن القانون وهيبة الدولة فوق كل اعتبار، وما حصل من إلغاء ألا يعد مسا من هيبة الدولة سيدي الوزير؟ هل يشجع ذلك على السياحة في بلادنا والاستثمار فيها ؟ ألا يكفي ما أصاب صورة تونس التي أصبحت مهزوزة وغير مشرقة رغم أننا ننكر ذلك لنضيف إليها مثل هذا القرار الاعتباطي المفاجئ؟ وما معنى تعليق الرحلات بسبب خلاف حول الزي المهني بين طيار وتقني؟ هل فكرت الشركة في مصير كل أولئك المسافرين العالقين في المطار المكتظ بهم؟من أحاط بهم وكيف سيتم تفسير سبب التأجيل للأجانب منهم الموجودين بالمطار؟ . سيدي الوزير لو كنت مكانك لما اتخذت مثل هذا القرار ولا سمحت باتخاذه مهما كانت الظروف ولأحلت المتسببين فيه على مجلس التأديب؟ سيدي رئيس الجمهورية لتدخلت مباشرة في حل الموضوع من أجل صورة تونس ومصالحها ، ولأقلت وزير النقل فورا لأنه لم يفعلها من تلقاء نفسه ... لكن ما حدث اليوم يجعلني أشعر بالخجل لأنه على هذا الشكل تدار الأمور في بلادي، نعم المسألة ليست بسيطة ولا صغيرة وسنرى عواقبها، يكفي أن العديد من وسائل الإعلام قد بدأت في تناقل الخبر، قد تقولون إنهم يشوهون صورة تونس لا بتاتا فتلك هي الصورة الحقيقية ... وذلك هو نوع آخر من الإجرام والأنانية..