شهدت، كامل يوم أمس، جميع المطارات التونسية شللا تاما في كلّ رحلاتها الخارجية والداخلية المبرمجة والتي تمّ الغاؤها بسبب الإضراب العام الذي أقرّه الاتّحاد العام التونسي للشغل. «التونسية» تنقّلت إلى المطار تونسقرطاج ورصدت أراء بعض المسافرين الذين اتّفق معظمهم أنّ مصالحهم تعطّلت جراء إلغاء رحلاتهم وأنهم لم يتمكّنوا من مقابلة أي مسؤول مؤكدين أنهم اتّصلوا أول أمس بالخطوط التونسية لكي يستفسروا وإن كانت الرحلات ستلغى بعد أنّ تم الإعلان عن الإضراب العام فأعلموهم انه ستسجل اضطرابات في المواعيد غير أنهم فوجئوا صباح أمس بإلغائها دون سابق انذار على حد قولهم دائما. كما رصدت «التونسية» الخسائر المادية و المعنوية التي ستتكبدها الخطوط التونسية نتيجة تنفيذها هذا الاضراب. وقد عبرت كوثر الاندلسي من منطقة «بلي» التابعة لمدينة قرنبالية، عن سخطها نتيجة إلغاء رحلتها مؤكدة أن زوجها في انتظارها في مطار مرسيليا وانه تنقل ايضا عبر طائرة ليكون في موعود وصول الطائرة. كما استغربت محدثتنا عن غياب العاملين بمكتب الارشادات متسائلة «لماذا لم يقع اصدار اي بيان أو اعلام عن مشاركة أعوان الخطوط التونسية الاضراب حتى لا يتكبد المسافر عناء التنقل الى المطار ثم يعود الى منزله». تعطل مصالح وفي السياق نفسه أفادتنا عزيزة الشيخة من تونس، ان «مكتب الإرشادات بالمطار ليس به اي مسؤول أو أي شخص يمكن الحديث معه والاستفسار عن وضعية المسافرين اثر هذا الاضراب وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها وهل ان الخطوط التونسية ستتحمل مسؤوليتها القانونية تجاه المسافرين ام لا».كما عبرت محدثتنا عن تخوفها ان لم تجد مكانا ضمن الرحلات المبرمجة اليوم مؤكدة على انها لا يمكنها تحمل تعطل مصالحها أكثر من يومين. أما لمياء السوسي مسافرة الى ميلانو،فقد أكدت انها اتصلت عديد المرات بمكتب ارشادات المطار الى حدود ساعات متأخرة من يوم أول أمس حيث أكدوا لها عدم مشاركة الشركة في الاضراب. وأضافت انها على هذا الاساس قامت بتراتيب اجراء مقابلة في العمل بمدينة ميلانو وتحديد موعد لذلك إلا أنها فوجئت اليوم بقرار تنفيذ الاضراب موضحة ان كل مصالحها قد تعطلت وسيكلفها ذلك خسائر مادية هامة على حد قولها. من جانب أخر، قال لنا الشيخ طيب بن حمودة من سيدي علوان انه تنقل الى المطار منذ الساعة الثانية صباحا رفقة زوجته و ابنه في سيارة اجرة على حسابهم الخاص ليكونوا في الموعد المحدد للطائرة مؤكدا انه لم يأخذ بعين الاعتبار تأجيل الرحلة الى اليوم. وحدثنا في هذا الصدد «هل ستتكفل الشركة بإقامتهم في النزل الى حين موعد سفرهم؟». تضامن وتشنج وقد أفادنا محمد زيدان مسافر ليبي الجنسية انه عائد الى بلاده حاملا لجثمانين من أقربائه بعد ان توفيا في المستشفيات التونسية لكنه فوجئ مثل غيره بإلغاء الرحلات مؤكدا انه لا يمكنه اعادة الجثمانين الى المستشفى لأنه لا يمتلك المقابل المادي لذلك. من جانبه ذكر مفتاح المفقر ليبي الجنسية ايضا انه عائد لبلاده بعد أنّ تلقى العلاج في تونس ولكنه لم يتمكن من السفر باعتبار أنّ رحلته قد ألغيت مؤكدا لنا انه في حاجة للراحة ولكنه لا يعرف ماذا يفعل لأنّه لم يتمكن من مقابلة أي مسؤول. كما أفاد محدثنا ان جميع الليبيين متضامنون مع التونسيين ومعربين عن رفضهم للاغتيال السياسي مشيرا الى أنه لا يمكن للمسافرين الليبيين ان يخفوا تشنجهم وقلقهم نتيجة هذا الاضراب وما سيخلف من اضرار مادية و معنوية لهم على حد قوله. هذا وقد شهدت جميع الرحلات المبرمجة ضمن بقية الناقلات الجوية الاخرى (الخطوط القطرية و شركة سيفاكس والناقلة الفرنسية) على غرار الخطوط التونسية ، الغاء جميع رحلاتها وتأجيلها الى اليوم. كما شاركت ايضا بقية المرافق المتواجدة في المطار من بنوك وغيرها ، في الاضراب . الادارة على الخط وفي اتصال هاتفي بمصدر عن المكتب الإعلامي لتونس الجوية أكد لنا أنّ جميع رحلات أمس تم إلغاؤها وانّ المكتب الإعلامي اصدرأول أمس بيانا أكّد فيه انه من المنتظر أن تحصل اضطرابات في رحلات ، ولكنهم لم يتوقعوا أن تتطور الاضطرابات حد الإلغاء. وأضاف المصدر أنّ الرحلات اليومية للخطوط التونسية ستستأنف اليوم في توقيتها العادي أما المسافرون الذين تم الغاء رحلاتهم أمس ا فسيؤمن نقلهم ضمن رحلات استثنائية اليوم على حد قوله. أما من جانبه فقد قال لنا ايمن الجبالي كاتب عام مساعد لنقابة الخطوط التونسية صلب الاتحاد الجهوي للشغل بأريانة، ان عدد المسافرين الذين كانت رحلاتهم مبرمجة ليوم امس يتراوح بين 16 و 18 الف مسافر مما سيكبّد الشركة خسائر بمليون و 200 ألف دينار خسائر مادية دون اعتبار نقل البضائع ذات الصبغة الاستعجالية على حد قوله. كما صرح محدثنا ان الشركة يجب ان تتحمل مسؤوليتها القانونية تجاه المسافرين من حيث ايواؤهم في نزل وتعويضهم عن اي خسائر يمكن حدوثها نتيجة هذا الاضراب. وأضاف انه يمكن للمسافرين الاتصال بوزارة النقل ورفع قضية ضد الشركة في صورة عدم تحملها مسؤوليتها. أما حاتم الضوي قائد طائرة فقد قال لنا، ان من بين 30 و 35 رحلة كانت مبرمجة ليوم امس وقع إلغاؤها مؤكدا انه لا يمكن حاليا تحديد الخسائر المادية نتيجة هذا الاضراب الا بعد بضعة ايام. وقد أفادنا بلقاسم النفير عن مركز المراقبة الجوية بالمنستير انه تم الغاء 5 رحلات والتي كانت ستنقل أكثر من 500 مسافر،يوم أمس وبأن الاضراب كان ناجحا بنسبة 100 بالمائة. وللتذكير هذه أول مرة تشل فيها حركة النقل الجوي من و الى مطارات تونس منذ الاطاحة بنظام بن علي.