التقى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي بعد ظهر يوم الاربعاء 29 مارس 2017 على هامش مشاركته في الدورة 28 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المنعقدة بالبحر الميت، عددا من قادة الدول العربيّة إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. واستهلّ رئيس الدولة لقاءاته بمقابلة مع الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة السعودية الذي يقود وفد بلاده في اشغال هذه القمة. وأبدى العاهل السعودي سعادته بلقاء رئيس الجمهورية وعبّر عن ارتياحه لمستوى العلاقات الأخوية العريقة بين البلدين، مثمنّا الحركيّة التي تشهدها هذه العلاقات خاصة بعد الزيارة الرئاسيّة الناجحة إلى الرياض أواخر سنة 2015. وجدّد الملك سلمان بن عبد العزيز حرص المملكة على أمن تونس واستقرارها وعلى أهمية أن تستعيد مكانتها كوجهة سياحية واستثماريّة متميّزة، مشدّدا على أن الإرهاب خطر يهدّد الجميع ويجب التصدي له من خلال مزيد تكثيف التعاون بين البلدين. وأكدّ في هذا الصدد اهتمام بلاده كذلك بأمن ليبيا واستقرارها ودعمه للمبادرة التونسية لإيجاد تسوية سياسية شاملة ليبية-ليبية بما يعيد الاستقرار لليبيا ويحفظ أمن بلدان الجوار. من جانبه نوّه رئيس الجمهورية بالديناميكيّة التي تشهدها العلاقات التونسية السعودية وأكد على أهمية مزيد تكثيف الاتصالات بين كبار المسؤلين في البلدين وتسريع نسق تفعيل ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين. وعبّر رئيس الدولة عن تقديره الكبير لمواقف المملكة الداعمة والمساندة لتونس في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها معربا عن أمله في أن يتواصل هذا الزخم في العلاقات بنسق حثيث ومشيدا بالدور الكبير الذي تقوم به المملكة لخدمة القضايا العربية. كما استقبل رئيس الجمهورية الباجي قايد السيسي الدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء العراقي. وأكد رئيس الوزراء العراقي خلال اللقاء على عراقة العلاقات الثنائية واعرب عن ارتياحه لاستعادة نسق التعاون بين البلدين منوها بالخصوص بالزيارة الناجحة التي أداها وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي إلى بغداد بداية الشهر الجاري. وشدّد الدكتور حيدر العبادي على أن تفاقم الأزمات في المنطقة العربية يقتضي تعاونا أكبر بين الدول العربية وتنسيقا أعمق على مستوى جامعة الدول العربية لتجاوز الخلافات ونبذ الفرقة حتى يكون للعرب دور وتأثير في المستقبل. من جانبه ذكّر رئيس الجمهورية بالعلاقات التاريخية بين تونسوالعراق وأبدى ارتياحه للتطور الذي بدأت تشهده هذه العلاقات في الفترة الأخيرة، مأكّدا على مساندة تونس ووقوفها إلى جانب العراق في مواجهة مختلف التحديات ومخاطر الارهاب والتطرّف.