في لافتة هي الأولى من نوعها فلسطينياً، سيصبح خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، أول زعيم لحركة فلسطينية ينتقل من رئاسة الحركة ويصبح عضواً فيها، بعد انتخاب إسماعيل هنية رئيسا جديداً للمكتب السياسي للحركة. وبإعلان فوز هنية برئاسة المكتب السياسي، تُنهي حركة حماس انتخاباتها الداخلية للدورة الانتخابية الحالية والتي ستستمر لأربع سنوات. فمن هو خالد مشعل؟ خالد عبد الرحيم إسماعيل عبد القادر مشعل "أبو الوليد"، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية حماس المولد والنشأة: * مواليد بلدة سلواد قضاء رام الله (فلسطين) عام 1956م. * تربى في كنف والده الحاج عبد الرحيم، الذي شارك مع تلاميذ الشيخ عزالدين القسام ومع الشهيد عبدالقادر الحسيني، في مقاومة الانتداب البريطاني وفي ثورة 1936م، حيث ترك ذلك بصمات واضحة على عقله ووجدانه، فغرست الروح الوطنية والجهادية في نفسه مبكرا. * هاجر مع أسرته في عام 1967 إلى الكويت، وبقي هناك حتى اندلاع أزمة الخليج عام 1990 . * تديّن العائلة علّمه الالتزام الديني والخلقي منذ نعومة أظفاره. * تأثر بمناخ الثورة الفلسطينية في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات، وعايش تفاعل الساحة الكويتية والجالية الفلسطينية فيها مع العمل الفدائي، خاصة في ظل تَردُد عدد من قيادات الثورة الفلسطينية وعلى رأسهم ياسر عرفات وصلاح خلف وجورج حبش وخالد الحسن وغيرهم من قادة الثورة على الكويت. * كاد أن يغادر مقاعد الدراسة للالتحاق بالعمل الفدائي، لكن تفوقه الدراسي كان يدفعه إلى التأجيل لاعتقاده بأن التحصيل العلمي سيساعده لاحقاً على أداء دوره الوطني والنضالي بكفاءة أفضل. أبرز المحطات في حياته العملية والسياسية: * تأثر بدعوة الإخوان المسلمين عندما كان طالبا في ثانوية عبد الله السالم في الكويت، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين الفلسطينيين عام 1971. * قاد التيار الإسلامي الفلسطيني في جامعة الكويت، وشارك عام 1977م في تأسيس قائمة الحق الإسلامية وكان أول رئيس لها،وهي التي نافست قوائم حركة فتح على قيادة الاتحاد العام لطلبة فلسطين في جامعة الكويت، وسرعان ما تحولت بعد ثلاث سنوات إلى ما عرِف بالرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين. * عمل مدرساً للفيزياء في مدارس الكويت حتى عام 1984م، حيث تفرغ بعدها للعمل في خدمة القضية الفلسطينية، وفي بناء لجان ومؤسسات متعددة للعمل الوطني الفلسطيني والتي كانت النواة لإنشاء حركة حماس بعد ذلك. * أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية-حماس، والتي تأسست في ثلاث مناطق: غزة، والضفة، والخارج (الكويت بصورة خاصة). * بعد أزمة الخليج عام 1990م غادر الكويت إلى الأردن وبقي هناك حتى ابعاده عام 1999م. * كان عضواً في المكتب السياسي لحركة حماس منذ تأسيسه، وانتخب رئيساً له في عام 1996 حتى الآن. * تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة يوم 25/9/1997، في العاصمة الأردنيةعمان على أيدي عميلين للموساد الإسرائيلي، وعلى إثرها وفي ظل ضغط الملك حسين اضطرت إسرائيل إلى إحضار مصل العلاج من السم الذي استعملته في المحاولة، والإفراج عن الشيخ أحمد ياسين الذي كان محكوما عليه بالسجن مدى الحياة مقابل إطلاق سراح العميلين، وهو ما تمَّ بالفعل. * في 22 سبتمبر 1999م، اعتقلته السلطات الأردنية وعدداً من قيادات الحركة، بعد قرار إغلاق مكاتب حماس في الأردن، كما اعتقلت عدداً من كوادرها، ثم قامت بإبعاده عن أراضيها مع ثلاثة آخرين من قيادات الحركة، وهم الإخوة (إبراهيم غوشة-سامي خاطر-عزت الرشق) إلى العاصمة القطرية الدوحة في 21 نوفمبر 1999م، حيث أقام فيها حتى بداية عام 2001م. * انتقل بعدها إلى سوريا وأقام فيها قرابة أحد عشر عاما، ومن هناك واصل قيادته للحركة في مرحلة زاخرة بالأحداث والتطورات، خاصة الانتفاضة الثانية عام 2000م، وتطور المقاومة بأشكالها وأدواتها، وتحرير غزة عام 2005م، وفوز الحركة في الانتخابات التشريعية عام 2006م، ومعركة الفرقان 2008-2009م، كما واصل مسئوليته في ترسيخ العمل الوطني المشترك عبر تحالف القوى الفلسطينية، ومن خلال التحرك مع مختلف الفصائل والشخصيات الوطنية والإسلامية: نضاليا وسياسيا وجماهيريا وحول مختلف ملفات القضية وهموم الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. * حصل في دمشق على إجازة في القرآن الكريم من الشيخ عبد الهادي الطباع بسند متصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم برواية حفص عن عاصم، في شهر ذي الحجة عام 2007م, ثم أجازه الشيخ بكري الطرابيشي، شيخ عبد الهادي الطباع، ثم أجازه شيخ قراء الشام الشيخ كريم راجح ، وبعد ذلك أتم حفظ القرآن الكريم كاملا في(ذكرى غزوة بدر) 17رمضان عام 2010م. * في يناير 2012 غادر دمشق إلى الدوحة، حيث أقام فيها حتى الآن. * وصل صباح الجمعة 7/12/2012 على رأس وفد من قادة الحركة في الخارج، إلى غزة، في زيارة تاريخية هي الأولى له من نوعها، وذلك عبر معبر رفح البري مع مصر، وسط استقبال رسمي وفصائلي وشعبي حافل على مدار أيام الزيارة الثلاثة، حيث جاءت هذه الزيارة بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة في معركة حجارة السجيل عام 2012، على إثر اغتيال الاحتلال الصهيوني للقائد أحمد الجعبري أحد أبرز قادة كتائب عز الدين القسام.