أعربت مجموعة من المثقفين والإعلاميين المغاربة عن تضامنهم مع الأمير هشام العلوي (ابن عم العاهل المغربي) إثر قيام السلطات التونسية بترحيله ،يوم الجمعة الماضي، من العاصمة، حيث كان يعتزم المشاركة في ندوة فكرية. وانتشرت التدوينات في الشبكات الاجتماعية منددة بسلوك الإدارة التونسية، حيث تساءل الناشر الصحافي عبد النبي الشراط عن سبب طرد الأمير، داعيا الحكومة التونسية إلى تقديم التوضيحات اللازمة بهذا الخصوص. ووجه الصحافي كلمته إلى الأمير قائلا: «أعلن تضامني معك مهما كانت الأسباب والدواعي والدوافع فأنت مواطن مغربي ومثقف عربي قبل كل شيء… ما علمنا أنك إرهابي أو لص أو قاطع طريق…» وكتب الإعلامي كريم السباعي: «الاختلاف مع آراء الأمير هشام العلوي لا يُبرر إهانته، كمواطن مغربي كامل المُواطنة، في تونس الثورة وحقوق الإنسان! فلتسقط فلول زين الهاربين بن علي!». وأكد الكاتب والإعلامي حسين المجدوبي إدانته لما أقدمت عليه السلطات التونسية من تصرف يمس الديمقراطية، وأعرب عن تضامنه المطلق مع الأمير هشام في حقه في التعبير عن أفكاره. وجاء في تدوينة الباحث الأكاديمي مراد بنيعيش: «وأنا أطلع على تدوينات بعضهم بخصوص أمر السلطات التونسية للأمير هشام العلوي بمغادرة التراب التونسي، لاحظت غلّ الكثير ونشرهم لمعطيات بعيدة كل البعد عن الصحة… لا أدافع عن الأمير هشام، فهو ما شاء الله كفيل بالدفاع عن نفسه لثقافته الواسعة ولغته الفصيحة، لكن يجب توضيح بعض الأمور. التقيت الأمير هشام أكثر من مرة سواء في كاليفورنيا أو كارولينا الشمالية أو واشنطن، وتحدثنا وتناقشنا في الكثير من المواضيع، وأوضح لي الكثير من المعطيات، وأفخر بصداقة هذا الرجل المتواضع». وأضاف بنيعيش: «من يظن أن الأمير هشام كان له خلاف مع عمه أو مع ابن عمه فهو واهم جدا. ولعلم الجميع، فالأمير هشام لا يزال الرقم الثالث للصعود إلى العرش حال شغوره. فهل تظنون أن شخصا أميرا كان أو غير أمير سيحتفظ بهذا الامتياز لو كان ضد المؤسسة الملكية؟ أي منطق هذا تستعملون؟ الأمير هشام ليس ضد ابن عمه أو ضد نظام حكمه، أبدا… بل ضد محيط الملك (…)، وما يصل الرأي العام المغربي إنما هو صادر من منابر إعلامية تأتمر بأمر «خدام الدولة» الأوفياء و«مؤسسة المخزن» الذين يرون فيه خطرا على مصالحهم وامتيازاتهم في المغرب. آسف لما آلت إليه الأمور في تونس… قاموا بالثورة ضد الزين ليحكمهم ذنب من أذنابه… وهذا حال العرب، ألفوا الاستبداد لدرجة أنهم لا يستطيعون الاستغناء عنه… حكام تونس كانوا يريدونه مطبلا، لكنه ليس كذلك». كما كتب الإعلامي مصطفى الفن: «لا ينبغي أن نتشفى أو ننتشي بواقعة طرد الأمير مولاي هشام من طرف السلطات الأمنية التونسية بتلك الطريقة المهينة الماسة بالكرامة الإنسانية». المثير أن هناك من بالغ في التشفي بهذا القرار التونسي الأرعن، فقط لأن الأمير مغضوب عليه هنا في المغرب. لكن مهما تكن الملحوظات والمؤاخذات التي قد تكون لنا على الأمير مولاي هشام، فلا ينبغي أن ننسى أن هذا الذي تمت إهانته هو قبل كل شيء مواطن مغربي. وأوضح صاحب التدوينة أن «الخلاف الحاصل بين الأمير وابن عمه ربما جزء منه هو شأن داخلي وعائلي ولا يهمنا نحن المغاربة في شيء، لكن الرسالة السلبية التي بعثتها السلطات التونسية إلى العالم هي أن هذا الذي بهدلته اليوم فوق أراضيها ليس مواطنا مغربيا فقط. إنه أمير مغربي من الأسرة الملكية التي يحظى أفرادها جميعهم باحترام خاص من طرف المغاربة أجمعين». ويرى مصطفى الفن أنه على وزارة الخارجية المغربية «ألا تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الواقعة المسيئة لمواطن مغربي بوضع بروتوكولي واعتباري خاص، بل إن الواجب يفرض عليها أن تستدعي السفير التونسي في الرباط قصد تقديم توضيحات حول ما حدث».