أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، اليوم الإثنين، بأن الاعتداء على مطار معيتيقة الدولي، بالعاصمة طرابلس، سعى لإطلاق سراح إرهابيين من تنظيمي "داعش" و"القاعدة" وغيرهما من التنظيمات من مركز احتجازهم (والذي يقع في محيط المطار)، الذي تشرف عليه قوات الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية. وأضاف المجلس الرئاسي، في بيان له وصل الأناضول نسخة منه، بإنه "يدين ويستنكر الاعتداء المبيت الذي تعرض له محيط مطار معيتيقة الدولي". واعتبر أن ما جرى "عبث بأمن العاصمة، وعرض حياة المسافرين وسلامة الطيران للخطر، وأدى إلى ترويع سكان المنطقة". وأشار المجلس إلى أن "هذه الأفعال لا تقتصر على محاولة إطلاق سراح الإرهابيين، بل تدخل في نطاق محاولات عرقلة عملية الانتقال السياسي السلمي في البلاد، وإجهاض الجهود المحلية والدولية المبذولة لتحقيق الاستقرار في بلادنا ولن يمر دون عقاب ووفقا للقانون". وأعلن المجلس "حالة الطوارئ القصوى في محيط مطار معيتيقة، إلى أن تستكمل العمليات الأمنية تماما". ولفت إلى أن عملية ملاحقة الخارجين عن القانون، المستهترين بالأمن وحياة المواطنين، جارية، وسيتم تأمين محيط مطار معيتيقة بمساعدة الفرق والأجهزة الأمنية المختلفة بالدولة". وتابع "جسد التصدي لهذا الاعتداء مدى تلاحم المؤسسات العسكرية والأمنية على اختلافها، حيث تضافرت الجهود لرد الاعتداء، انطلاقا من الحرص على أداء الواجب وتحمل المسؤولية الوطنية، وأثبتت القوات المشاركة جميعها القدرة على الردع وصد العدوان". جدير بالذكر، أن مجموعة مسلحة بقيادة بشير خلف الله، المدعو "البُقرة"، الموالية لحكومة الإنقاذ السابقة، والمتمركزة بمنطقة تاجوراء (الضاحية الشرقية للعاصمة) هاجمت، صباح اليوم، مطار معيتيقة الدولي، بطرابلس، وسجن قريب منه، بالأسلحة الثقيلة، وتصدت لهم قوة الردع الخاصة، بقيادة عبد الرؤوف كارة، وخلف الهجوم 11 قتيلا وأكثر من 20 جريجا، حالة بعضهم حرجة. وحسب مراسل الأناضول في طرابلس، لازالت الاشتباكات متواصلة، ولكن بوتيرة أقل، إلى غاية الساعة 14:20 بالتوقيت المحلي (12:20 تغ). جدير بالذكر، أن الكتائب التابعة لحكومة الوفاق، سيطرت في مارس/ آذار 2017، على كامل مقرات حكومة الإنقاذ، التي يقودها خليفة الغويل، التي كانت تتقاسم معها السيطرة على طرابلس، منذ نهاية مارس 2016. وفي مايو/ أيار من نفس العام، تمكنت قوات داعمة للوفاق، من طرد الكتائب الموالية لحكومة الإنقاذ، من مطار طرابلس الدولي (المدمر والمغلق منذ 2014)، آخر معاقلها في العاصمة، وانسحبت معظم هذه الكتائب إلى مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس).