هي ثالث أقدم البلديات في البلاد والأولى في ولاية الكاف من حيث الكثافة السكّانية والنشاط الاقتصادي والإداري، تأسّست سنة 1884 التي يقطنها 60876 نسمة. ورغم ما عرفته المدينة من تطور خلال العقود الأخيرة فإن المدينة ظلت تعاني من عدة نقائص بنيوية ومن سوء توظيف لما تزخر به من معالم أثرية وتاريخية يعود بعضها إلى الحقبة الرومانية والبيزنطية وأخرى إلى العهد الإسلامي أو التاريخ الحديث وخاصة الحقبة الاستعمارية وهو ما دفع العديد من الأهالي إلى الإسراع بالدعوة إلى حسن توظيف واستغلال كل الإمكانات المتاحة للعناية بجمالية المدينة وبعث فضاءات لاستقبال الزوار وجعل المدينة وجهة سياحية في مجال السياحة الثقافية والبديلة. ويرى متساكنو بعض الأحياء الشعبية على غرار أحياء الشريشي والبياض وبوريو وحي الحناشي أن مسألة البنية الأساسية مطروحة بإلحاح وخاصة في مجال الطرقات ومد الأرصفة والعناية بالنظافة التي تمثل أحد المطالب الرئيسية المطروحة على المجلس البلدي نظرا لتردي الجانب البيئي بالمدينة وإهمال بعض الفضاءات العمومية التي تحوّلت إلى بؤر للفساد في الليل على غرار الحديقة الرئيسية (المغارة)"La grotte" التي تشكل نقطة سوداء في حياة المتساكنين. وتفتقر العديد من الأحياء إلى الماء الصالح للشرب خاصة خلال الفترة الصيفية التي تعوّد الأهالي خلالها منذ ثلاث سنوات على الانقطاعات المتكرّرة للمياه تصل إلى أكثر من يومين متتاليين أحيانا على حد تعبير عدد من متساكني حي الأنس وأحياء فج الخروبة، المهدّدة بالانزلاقات الأرضية، والزيتونة والدبر التي عرفت خلال الصائفة الماضية انقطاعات متكررة لعمليات التزود بالماء الصالح للشراب. وتشكّل الخدمات في المجال وضع الصحي نقطة سوداء بارزة في حياة الأهالي وفق تعبير عدد منهم وطالبوا في تصريحاتهم لمراسل (وات) بتطوير الخدمات الطبية وانتداب أطباء اختصاص قارّين في اختصاصات التوليد والقلب وأمراض العيون والتخدير والإنعاش وكذلك أطباء الاستعجالي نظرا لوجود اكتظاظ كبير على القسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي في الكاف الذي يستقبل معدّل 200 مريض يوميا. وبالرغم من إنجاز عدة مشاريع لتحسين حالة الطرقات وبرمجة عدة طرقات جديدة للتهيئة خلال هذه السنة فإن بعض الطرقات على غرار طريق الحارة وشارع المنجي سليم وبعض الطرقات داخل الأحياء الشعبية في حاجة ملحة إلى التهيئة والتبليط بما سيجعل مهمة المجلس البلدي القادم حرجة نظرا للزخم المطلبي الذي يرفعه المتساكنون من أجل تطوير جودة الحياة والنهوض بأوضاع بعض الأحياء التي تحتاج إلى صيانة الطرقات وشبكات صرف المياه والتنوير العمومي. أما في مجال التشغيل فإن أوضاع المنطقة الصناعية لا تزال هشّة حيث يعد النسيج الصناعي ضعيفا ولا توجد بالمدينة معامل أو مصانع كبرى مشغلة بصفة هامة وتبقى الوحدات الصناعية المنتصبة في وضعية صعبة إلى جانب عدم وجود بوادر لتطوير الاستثمار الخاص والانتصاب للحساب الخاص بما سيجعل المجلس البلدي محلّ أنظار متساكني المدينة الذي يأملون في انتصاب وحدات فندقية جديدة ومؤسسات صناعية قادرة على النهوض بالتشغيل في المدينة. ويذكر أن بلدية الكاف تعدّ 35524 مرسّما بالسجّل الانتخابي من المفترض أن بنتخبوا 30 عضوا للمجلس البلدي القادم من ضمن المترشّحين صلب القائمات الثماني التي تتوزّع على 4 قائمات مستقلّة ( الكاف غدوة- الكاف يناديكم- آفاق المشروع اوطني- المستقلّون الأحرار) و3 حزبية (حركة نداء تونس- حركة النهضة- الحزب اشتراكي) وقائمة وحيدة ائتلافية ( الجبهة الشعبية).