حفز تحمس بلدان مغاربية لإحياء اجتماعات وزراء ورؤساء الاتحاد قبل شهر فبراير القادم، وتكبدهم فاتورة خسائر كبيرة اقتصادية وأمنية جراء تعقيدات الوضع في ليبيا، على الدعوة لبلورة موقف موحد لتعزيز استقرار هذا البلد. ولا تخفي دول الاتحاد المغاربي سرا تقاعسها في حل الأزمة الليبية منذ اندلاعها في 2011، ما جعل قوى إقليمية وغربية تملؤ حالة الفراغ، حيث أكد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش عدم وجود موقف إقليمي مشترك لحل الأزمة في ليبيا، وأشار إلى أن الأطراف الليبية قد تعتمد على مبادرة مغاربية بدلا من المبادرات القادمة من الخارج، حسب قوله. وتأسف البكوش في تصريحات صحفية لوكالة الأنباء الأسبانية «افي» اليوم الثلاثاء، لحالة الانقسام العميق الموجودة بين الدول الأعضاء في الاتحاد المغاربي الذي لم يجتمع رؤساء دوله منذ العام 1994. عقبات وأجرى وزير الخارجية التونسي الأسبق، اتصالات مع كافة الدول الأعضاء بما فيهم ليبيا لعقد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد، أكدت 4 دول حضورها إلا أن المغرب لم يرد حتى الآن قبيل قمة الرؤساء. ويدعو مختصون في القانون إلى تجاوز عقبات اللوائح الداخلية، التي تعيق عمل الاتحاد المغاربي خاصة وأنها لا تسمح بالموافقة على أي قرار إذا لم يكن هناك إجماع؛ أي إذا اعترضت دولة ما، فإنها توقف كل شيء. ويسعى البكوش إلى إعادة تنشيط الاتحاد المغاربي، باقتراح عقد القمة السابعة لرؤساء الدول في فبراير المقبل، بمناسبة الذكرى الثلاثين، لإدخال الإصلاحات اللازمة للتغلب على المأزق الحالي. وقدمت دعوات متبادلة بين الجزائر والمغرب لتجاوز الخلافات الراهنة منذ نحو ربع قرن «جرعة أمل» للمراقبين في حلحلة الجمود الاقتصادي بين دول الاتحاد وتوحيد المواقف بخصوص الملف الليبي. ودعا ملك المغرب محمد السادس إلى تطبيع العلاقات بين بلاده والجزائر من خلال آلية ثنائية، فيما ردت الجزائر عليه بشكل غير مباشر، باقتراح أن يتم حل المشكلات متعددة الأطراف بين البلدين أولا. الانتخابات الليبية واحتضنت مدينة مراكش المغربية هذا الأسبوع ندوة مغاربية تحت عنوان: «البناء المغاربي.. أي دور للفاعل الاقتصادي»، بشراكة بين منظمة العمل المغاربي ومع مؤسسة «هانس زايدل» الألمانية شارك فيها عدد من الباحثين والخبراء من ليبيا والمغرب وتونس والجزائر وموريتانيا، حيث شدد المشاركون على ضرورة بلورة موقف مغاربي موحد من الأزمة الليبية والمساهمة في تعزيز استقرارها. وقال مؤسس معهد هايك للتفكير الاقتصادي في الجزائر مصطفى راجعي في تصريحات إلى «بوابة الوسط» اليوم الثلاثاء، وأحد المشاركين في ندوة مراكش، إن الليبيين اليوم بحاجة إلى إخوتهم في الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا. وكذلك يحتاج الأخوة المغاربيون إلى أن يكون الليبيون أقوياء ومتماسكين ولديهم نمو اقتصادي ويتم تحقيق ذلك عبر المقاربة التعاونية التكاملية.