استضاف الأوركسترا الوطني اللبناني للموسيقى حفلاً فنياً تونسي الهوى والهوية قاده المايسترو محمد الأسود وأدت أغنياته آية دغنوج. في مسرح بيار أبو خاطر في الجامعة اليسوعية التقى حشد من متتبعي حفلات الأوركسترا الوطنية اللبنانية الدائمين، وإليهم انضم العديد من المواطنين التونسيين الذين يعيشون في لبنان، إلى جانب السفير التونسي وعدد كبير من افراد السفارة التي اشتركت بالتنظيم ودعوات الحضور. إذاً في ليلة التاسع من ماي صدح المألوف التونسي في بيروت ووجد الترحاب الكبير والتصفيق المعبر. والمفارقة أن حفلات الأوركسترا الوطنية لا تتعدى زمن الساعة بالتمام والكمال، لكن الحال اختلف مع موسيقى تونس فامتد الوقت لساعة ونصف تميزت بالاستماع والإستمتاع. في البرنامج «سماعي اصبعين» موسيقى لمحمد سعادة، ثم وصلة مألوف اصبعين من التراث أدته آية دغنوج . وتوالت أغنيات التراث من شعر عثمان الغربي وعلي الورتاني من «يا خموري» إلى «العمر بين ايديك». وهكذا كان لقاء مع ألحان فنانين تونسيين تركوا بصمة في تشكيل التراث الغنائي لوطنهم ومنهم كذلك الشاذلي أنور وخميس ترنان. هذه الأغنيات التي شكلت الوجدان الفني لشعب تونس وكذلك الجزائر والمغرب وجدت ترحيباً حاراً من الجمهور اللبناني رغم عائق استيعاب اللهجة. لكن الموسيقى العربية بين مشرق ومغرب تحمل روحاً واحدة تنتمي لنبض الحنان والحب ونبع الأصالة. وفي هذا التواصل شكل صوت آية دغنوج وحضورها الرابط الأساس، صوت نقي قوي ومعبر، وحضورها على المسرح رقيق للغاية حسب "القدس العربي". و كان المايسترو محمد الأسود الذي يشغل في تونس مهمة مدير الفرقة الوطنية للموسيقى منذ سنة 2013 شديد القرب من اعضاء الأوركسترا ومن الجمهور. بدون تلكف قدم نفسه وحيا معبراً عن سروره. وهو كان مميزاً في اختياره للبرنامج سواء المألوف التونسي وكذلك المقطوعات الموسيقية ومنها «الدوار» لمنذر الديماسي. وبالإنتقال إلى القسم الثاني من البرنامج وهو الموسيقى الشرقية كانت الخيارات راقية ومتوازنة. حضر شعر بيرم التونسي في قصيدة «حلم» من ألحان زكريا أحمد، والتي اتاحت المغنية آية دغنوج مزيداً من الإفصاح عن مكنونات صوتها. وبطبيعة الحال حضر الأخوين رحباني شعراً ولحناً في أغنية «سألتك حبيبي» وفيها يحسب لدغنوج اتقانها للهجة الأغنية المغرقة في المحلية اللبنانية، وكذلك إحساسها المرهف حيالها. والختام كان مقرراً مع «أغداً ألقاك» من شعر السوداني الراحل الهادي آدم وألحان محمد عبد الوهاب.