تنكب جهود الديوان الوطني للصناعات التقليدية على ادراج نسيج الحلفاء والحصير التونسية ضمن التراث اللامادي لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وإعداد ملف تسجيل مشترك مع اسبانيا والجزائر والمغرب في القائمة التمثيلية للتراث اللامادي في المنظمة وقد باشر الديوان لقاءاته الفنية التشاورية واحتضن صبيحة اليوم الاربعاء أشغال الإجتماع الفني لإعداد ملف تسجيل هذه الحرفة التراثية الشعبية الأصيلة، وذلك بحضور ممثلين عن قطاع التراث والصناعات التقليدية بدول إسبانيا والجزائر والمغرب. ويمثّل هذا التسجيل المشترك، حسب تصريح الرئيس المدير العام للديوان فوزي بن حليمة لوكالة تونس افريقيا للانباء، خطوة مهمّة نحو إخراج فنّ نسج حصر الحلفاء كتقليد اجتماعي بتونس والجزائر والمغرب واسبانيا وبنفس الخصائص التقليدية من نطاق المحلية إلى العالمية وانقاذه من الاندثار وإعادة الاعتبار إلى الشأن الإبداعي الحرفي وتثمين إسهاماته في عملية إثراء المشهد الثقافي الوطني والعربي. واضاف ان الاجتماع، الذي يعد ثاني لقاء فني بعد لقاء اولي في اسبانيا في جويلية المنقضي، سيتركز فيه الاهتمام على جرد حصير الحلفاء في تونس ومختلف شركائها كمرحلة أولى لإعداد ملف التسجيل في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو وتحديد دور كل جهة لتقديم الملف بالتعاون بين مختلف الاطراف لتسجيل هذا المنتوج الذي قد يسهم بعد تسجيل فخار سجنان في إشعاع تونس وتثمين ثقافتها وتراثها. وأضاف ان هذه التجربة المشتركة التى تعد الاولى من نوعها، ستتعزز بمحاولة تسجيل منتوجات مشتركة اخرى من شانها حماية تلك المنتوجات كقسم مشترك بين تونس وعديد الدول من الانقراض، مع اعطائها اكثر قيمة في الانتاج وفي قيمتها الثقافية كأحد مكونات المخزون الحضاري الوطني. واضاف ان نسيج الحصر ومنتوج حصير الحلفاء (وهي نبات كالصمار لكن أقل طولا) تستجلب من مناطق السّباسب كجهة القصرين وسيدي بوزيد وتصنع منها بعد أن تظفر وتخاط عديد المنتوجات على غرار الحصير، وتنتشر الورشات التقليدية خاصة في القصرين وجرادو والساحل وهرقلة وقابس وعدد من المناطق الاخرى، واشار الى تراجع هذه الحرفة في السنوات الاخيرة رغم اهميتها التاريخية ومساهمتها في الانتاج وخلق فرص التشغيل في الجهات الداخلية. وذكر ان هذا المنتوج شهد أوجه في السبعينات بانتشار وتنوع استعمالات حصير الحلفاء لفرش أرضية المساجد والزوايا ودكّات مداخل البيوت وفي المقاهي التقليدية، و كواق من الرّطوبة والبرد و كطريقة بيئية لتجفيف المحصولات الغذائية والمؤونة وخزنها فضلا عن صنع "الشوامي" لمعاصر الزيتون التقليدية بما ساهم في توفير فرص شغل لحوالي 20 الف حرفي. واضاف انه بفعل التكتولوجيا والتطور الصناعي قل منتوج نسيج الحلفاء والحصير وتقلص عدد العاملين في القطاع الى ما بين 03 و04 الاف شخص فقط، واعتبر ان عدد الحرفيين في مجال نسيج الحلفاء قابل للارتفاع بتحسين استعمالات الحصير وتشجيع الاقبال على هذا المنتوج مع تنويع المنتوج وتسويه واعتماد تقنيات جديدة. يشار الى ان مدخل الديوان احتضن عرضا لمنتوجات حصير الحلفاء من حصر ومعلقات حائطية ومنتوجات حلفاء.