نشطت دول أوروبية من أجل حرمان تنظيم داعش الإرهابي من أي منصات عبر الانترنات قد تساعده على جلب الشباب والمناصرين. فقد أعلنت الشرطة الأوروبية، الاثنين، أنها وجهت "ضربة قاسية" إلى وسائل الدعاية التابعة لتنظيم داعش على الإنترنت، وأوقفت انتشار آلاف المواد التي تمجد العمليات الإرهابية. وقال جهاز شرطة الاتحاد الأوروبي "يوروبول" إنه أوقف 26 ألف مادة مرتبطة بالتنظيم الإرهابي، بما في ذلك تسجيلات فيديو وحسابات مواقع تواصل اجتماعي خلال العملية التي جرت بين 21 و 24 نوفمبر. وتطلبت العملية "جهوداً ضخمة" لإغلاق "كل شيء" يتعلق بوسائل دعاية داعش بما في ذلك وكالة أعماق. وإضافة إلى إزالة المحتوى، اعتقلت الشرطة رجلاً في إسبانيا، يشتبه بأنه أحد "الموزعين الرئيسيين" لدعاية التنظيم على الإنترنت. إلى ذلك، قال مكتب النيابة العامة البلجيكي إن داعش لم يتوقع الهجوم، وسيتطلب إعادة بناء عملياته "جهداً كبيراً" بعد "هذه الصفعة القاسية". وقد شارك عناصر بلجيكيون في جهود لإحباط وكالة "أعماق" العام الماضي، إلا أن مكتب النيابة أقر بأنهم فوجئوا بالسرعة التي أعاد فيها التنظيم بناء الموقع. إلى ذلك، أفادت "يوروبول" أنها عملت مع 9 من أكبر منصات الإنترنت للتصدي لعمليات الدعاية ل"داعش"، منها غوغل وتويتر وإنستغرام وتليغرام. وأشارت على موقعها الإلكتروني إلى أنها فحصت "فيديوهات دعائية وإصدارات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعم الإرهاب والتطرف العنيف"، على مدى يومين خلال الأسبوع الماضي. كما لفتت الشرطة الأوروبية إلى أن منصة "تليغرام" كانت الخدمة الإلكترونية التي وجدت بها معظم المواد المخالفة للقوانين، مؤكدة أنها حذفت حسابات أساسية داخل شبكة التنظيم على هذه المنصة. وأشادت "يوروبول" بالمساعدة التي قدمها "تليغرام" في اجتثاث "المحتوى الشرير"، وفق تعبيرها. يذكر أن التنظيمات والجماعات المتطرفة تعتمد في تنفيذ عملياتها الإرهابية على فتاوى وتعليمات لقادتهم تُنشر عبر أدوات و"مجموعات" اتصال مشفرة تشبه الغرف المغلقة بين أعضاء تلك الجماعات، على برنامج "تليغرام"، إذ يمتلك التطبيق خاصية التدمير الذاتي والخصوصية الشديدة في المراسلات، كما يعد الأكثر أمناً في برامج التواصل الموجودة حاليًّا على مستوى العالم، وفقاً لما نشره مؤشر الفتوى بدار الإفتاء المصرية سابقاً.