تطرّق الباحث في علم الاجتماع معاذ بن نصير، اليوم الخميس 23 جانفي 2020، الى أسباب إنشاء قروب "GDYM". وقال في تدوينة على حسابه الرسمي "فيسبوك" : "لوحظ منذ يومين انخراط العديد من التونسيين ضمن قروب القديم عبر تنزيل الصور و الفيديوهات التي تذكرهم بالماضي و بسنوات الثمانينيات و التعسينات من القرن الماضي و هذا يفسر لعدة أسباب لعل من أهمها مقدار القطيعة التي يعيشها التونسي اليوم مع واقعه فهو يعيش اغترابا اجتماعيا و نفسيا ، فهو غريب عن محيطه الضيق و الاسري و يجاهد كل يوم من أجل خلق بعض اللحظات السعيدة في ظل ساعات مُرهقة. الحنين والعودة للماضي يمثل الزمن السعيد بدون اي تعقيدات ، يمثل البساطة في كل مستوياتها مقارنة بالحاضر المعقد جدا ، يمثل الجانب الروحي السعيد المحمّل بالقيم الجميلة كالحب و التعاون و التضامن و غيرها من المعاني السامية .
” النوستالجيا ” هي آلية دفاع يستخدمها العقل لرفع المزاج وتحسين الحالة النفسية السيئة التي يعيشها التونسي اليوم و نستحضر النسب المرتفعة للمرضى النفسانيين ، نعيش اليوم حالات الملل و الروتين المقرف و تغول وسائل الاتصال الحديثة و التكنلوجيا و غول التطور الرقمي السريع منذ بدايات الالفين و انخراط الانسان صلب هذا العالم الافتراضي ليتخلى عن واقعه و يهجره ، فهجر الاصدقاء و هجر الحي و هجر العائلة ليغدو وحيدا. فأطفال الأمس هم كهول اليوم يشعرون بالوحدة، أي شعورهم بأن حياتهم فقدت قيمتها وأصبحت تتغير للأسوأ، فيقوم العقل باستدعاء ذكريات الماضي الطيبة بدفئها وعواطفها، فتعطيه تلك الذكريات الدفعة التي يحتاجها للتعامل مع التحديات الحالية، فكما يقولون أن الماضي هو ” قوت الأموات “، فالنوستالجيا هي مورد نفسي يهبط فيه الناس ليستعيدوا حياتهم ويشعروا بقيمتهم، وهي من السبل الناجحة في ضد الاكتئاب ” وقتياً “، فتشعر بأن حياتك البائسة كانت ذات قيمةٍ ” يوماً ما".