إختار المناضل حمة الهمامي أن ينعى لينا بن مهني على طريقته الخاصة، وقد كتب هذه الأبيات إذا كان كل شيء في العالم مليئا بالفرح؟") ولم تتنازل إلى آخر لحظة لا للحكم الجائر، ولا للمرض الغادر... وهو أمر لا تقدر عليه إلاّ "بنيّة تونسية" من نساء بلادي لأن "نساء بلادي نساء ونصف"... جاءت يوم 8 ديسمبر الماضي إلى المطار،مع الصادق، لتوديع راضية التي تخوض هي أيضا معركتها القاسية مع المرض الغادر، وكانتا، رغم فارق السن، وندرة اللقاءات، حبيبتين على الدوام... تعانقتا كطفلتين يوم العودة إلى المدرسة... ونظرتا في عيني بعضهماالبعض دون كلام ... الحبّ ما تبوح به العين وليس ما ينطق به اللسان... (يا وجعي عليك وعلى نفسي يا صادق)... يعلّمنا الغزال الشارد أن لا مساومة في الحق وفي المبادئ يعلّمنا الغزال الشارد، أن من يعشق الحرية لا يضّل الطريق... وأن من لا يملك الشجاعة لا يمكنه أن يُكْمل الطريق... ******** "وضوح البوصلة"... هذه آخر تدوينة، بل وصية للحرّة الثائرة، حتى لا نضلّ الطريق: "فلا الدستوري الحرّ حزب تقدّمي، ولا النهضة حزب ثوري... فلا تنخدعوا بالتهريج وبالمسرحيات"... لا فضّ فوك... لا فضّ فوك... لن ننخدع ولن نخذل الغزالة الحرة... الحرّة حتى في موتها الحرّة حتى في قبرها... عهدا، عهدا لن نُخطئ الطريق... ولن نضلّ الطريق... "نامي فلا نامت أعين الجبناء..." "إن ذا عصر ظلمة غير أني من وراء الظلام، شمت صباحه..." ******** ماتت لينا... ماتت زهرتنا الجميلة... فلتزهر ألف لينا وليأخذ المشعل مليون لينا... وليتحوّل الوجع إلى طاقة فروح لينا منتشرة فينا... ******* وداعا عزيزتي العظيمة... وداعا... وداعا.. واعذريني إن غبت وإن غابت راضية عن توديعك... ولكن ثقي بان وجعنا عليك المثقل بالبعد اكبر من ان يحتمل ... ثوّارا كنّا، وثوّارا مازلنا. وثوّارا سنبقى إلى أبد الآبدين...