يجري حاليا الترفيع في طاقة وحدة "أكسيجين كوفيد" بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس من 28 إلى 56 سريرا في ظل النسق المتصاعد للإصابات المسجلة في الجهة في الأيام الأخيرة، كما رفعت اللجنة الهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بولاية صفاقس المنعقدة اليوم الاثنين بمقر الولاية في أعلى درجات الحيطة تحسبا لسيناريو كارثي لتفشي المرض في الجهة. وأوضح المدير الجهوي للصحة، جوهر المكني، خلال هذا الاجتماع أنه تنفيذا لتعليمات لسلطة الإشراف يجري تسخير قسم الأمراض الصدرية والتنفسية بالمستشفى لتنفيذ قرار رفع طاقة الاستيعاب. ويقيم حاليا 21 مريضا بوحدة "أكسيجين كوفيد" التي لا تتجاوز 28 سريرا حاليا في حين يقيم في وحدة "الإنعاش كوفيد" بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة 4 مصابين يخضعون للعناية المركزة، علما وأن الطاقة الجملية لهذه الوحدة تقدر حاليا ب8 أسرة. ووصف المكني وضع ولاية صفاقس بالمستقر نسبيا، حيث يشهد ارتفاعا تدريجيا في عدد الإصابات بنسق يمكن أن يشكل خطرا، مشيرا إلى أن الجهة تحتّل مكانة وسطى في جدول الولايات بحسب درجة الخطورة، ومعتبرا أن عدم الانضباط لقواعد البروتوكول الصحي يفسر التسارع الأخير في عدد الإصابات المسجلة. من جهته، شدد والي صفاقس، أنيس الوسلاتي، على ضرورة التطبيق الصارم للقوانين والنصوص المنظمة للبروتوكولات الصحية والإجراءات الأخيرة التي أعلن عنها رئس الحكومة، داعيا الوحدات الأمنية وكل السلط المعنية إلى الاضطلاع بهذه المهام بشكل يردع كل المخالفين والمتسببين في انتشار العدوى جراء عدم الانضباط للقواعد الصحية. كما أكد الوالي على ضرورة الاستعداد لوضعيات أصعب وسيناريوهات أشد وطأة وذلك من خلال إحداث مركز حجر صحي للجهة تحسبا لبلوغ مراكز الإقامة الصحية الإجبارية بالولايات الأخرى طاقتها القصوى. وقد صنفت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث معتمديات صفاقس الجنوبية، وصفاقسالمدينة، وساقية الداير، الأكثر اقترابا من المؤشرات الحمراء بالنظر للعدد الكبير من الإصابات المسجل فيها، تليها وبدرجة اقل معتمديات ساقية الزيت، وجبنيانة، وطينة. وأثار المتدخلون في اجتماع اللجنة عديد الإشكاليات المتعلقة بقصور الاستراتيجية الاتصالية والإعلامية المتبعة من طرف مصالح الصحة في الجهة والهياكل الرسمية، وصعوبات النقل العمومي ولا سيما النقل المدرسي في ظل تواصل الإضراب المفتوح لأعوان الشركة الجهوية للنقل بصفاقس لليوم الرابع على التوالي، وإخلالات البنية التحتية المتهرئة وعدم قدرتها على الاستجابة لشروط البروتوكول الصحي وغيرها من الإشكاليات المتعلقة منها بالخصوص بمخاطر انتشار الوباء في الوسط المدرسي. وتشير الإحصائيات المقدمة في هذا الصدد إلى أنه سُجل إلى حد الآن بالمؤسسات التربوية التابعة للمندوبية الجهوية للتربية "صفاقس 1" 10 إصابات في صفوف التلاميذ والإطار التربوي مع إحصاء 210 حالات "مشتبه بإصابتها بالفيروس" بحسب تعبير المندوب الجهوي للتربية محمد بن جماعة. أما الوسط المدرسي بالمندوبية الجهوية للتربية "صفاقس 2"، فقد عرف 10 إصابات موزعة إلى 6 إصابات في صفوف المدرسين و4 إصابات في صفوف التلاميذ في حين سجلت هذه المندوبية 13 حالة مشتبه بها في صفوف المدرسين و10 حالات في صفوف التلاميذ. ونبّه محمد بن جماعة من إمكانية حدوث تحركات بسبب الوباء في المعاهد ذات الكثافة التلمذية الكبيرة (معتمديات صفاقس الكبرى) على غرار المعهد النموذجي، ومعهد 20 مارس، ومعهد مجيدة بوليلة، التي ظهرت فيها بعض مظاهر التململ والهلع بسبب بعض الوضعيات المرتبطة بالخوف من انتشار الوباء وفق قوله. وأفاد بأن "معهد مجيدة بوليلة بصفاقسالمدينة مغلق وقد خيّر الأساتذة فيه البقاء في قاعة الأساتذة وعدم الالتحاق بقاعات التدريس في حين بقي التلاميذ خارج أسوار المعهد" ولم يقدم بن جماعة تفاصيل أكثر عن أسباب هذه الوضعية