في أواخر فيفري الماضي، وبينما كانت روسيا تحشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا انتشرت صور للدبابات وعربات نقل الجنود ومنصات إطلاق الصواريخ الروسية تحمل الحرف"Z" على مواقع التواصل الاجتماعي. وحسب تحليلات خبراء عسكريون فإن الحرف قد يرمز إلى كلمتي"Za Pobedy" وتعنيان "إلى النصر" باللغة الروسية أو ربما يحمل دلالة لكلمة"Zapad" التي تعني "الغرب" باللغة الروسية. ورأى البعض أن الحرف المكتوب على آليات الروس يرمز إلى "كتيبةZorro" على حين ذهب آخرون أبعد من ذلك في التكهنات وقالوا إن الحرف يرمز إلى هدف روسيا الأول، الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي. من جانبه، توقع الخبير العسكري في الشؤون الروسية، روب لي، أن يكون الحرف رمزا يميز به الروس وحداتهم القتالية ومهام كل منها، حسب تغريدة نشرها في 19 فيفري الماضي، أي قبل اجتياح القوات الروسية للأراضي الأوكرانية. ولكن في الأيام التي تبعت الغزو الروسي الدموي لأوكرانيا فقد تحول هذا الحرف إلى رمز تأييد للاجتياح الروسي أو ما وصفه المحللون بأنه رمز لحركة قومية جديدة. ووسم بعض الروس سياراتهم والمعاطف الرياضية الخاصة بهم وغيرها في إطار التعبير عن تأييدهم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال كاميل غالييف وهو باحث مستقل، عبر صفحته على موقع تويتر: "لقد تحول هذا الشعار الذي اخترعوه قبل أيام إلى رمز للأيديولوجيا الروسية الجديدة والهوية القومية لهم"، حسب قوله. وفي الوقت الذي يحكم فيه الكرملين قبضته على حرية وسائل الإعلام التي تنشر عن أي انتكاسات في العملية العسكرية الروسية أو أي خسائر في الأرواح أو العتاد، يبتكر مناصرو بوتين أفكارا جديدة للتعبير عن تأييدهم لرئيسهم. ففي مدينة كازان الروسية الواقعة جنوبي غرب إقليم تتارستان طًلب من أطفال يكافحون مرض السرطان بالاصطفاف أمام مركز العلاج على شكل حرف"Z" بينما كانت الثلوج تغزو الأرض والأجواء شديدة البرودة. وحملت معاطف بعض الصحفيين الروس الذي يغطون الأحداث من أوكرانيا لصالح "روسيا 24" الحرف"Z" في حين انتُقد لاعب الجمباز الروسي إيفان كولياك بسبب وجود الحرف نفسه على ملابسه أثناء صعوده على منصة التتويج في بطولة العالم للجمباز في العاصمة القطرية الدوحة. وبينما تلتهم الحرب أرواحا في أوكرانيا وتشرد أكثر من مليون مواطن، تبقى خطوات الآليات والقوات التي تحمل هذا الحرف موضع قلق أكثر من دلالات الحرف نفسه.
