اعتبر وزير النقل ربيع المجيدي أن عودة الحركية في المعابر الحدودية مع الجزائر تمثّل حدثا وطنيا فائق الأهمية، مؤكدا على متانة العلاقة التاريخية التي تربط بين البلدين والامتداد الثقافي والاجتماعي المتداخل للشعبين الشقيقين. وأضاف الوزير إثر توليه إعطاء إشارة انطلاق عودة معبر ملولة بطبرقة إلى سالف نشاطه بعد انقطاع دام سنتين، مرفوقا بوزير السياحة السيد محمد معز بلحسين ووالي جندوبة السيد سمير كوكة، أن تجدّد الحركية عبر المعابر الحدودية البرية من الجانبين منذ الساعة صفر من تاريخ اليوم بمثل هذه الأجواء الودية تعكس تمسك تونس بالشقيق الجزائري الوافد الذي يتجاوز صفة الحريف في ثقافتنا التونسية، وتمسّك الشقيق الجزائريبتونس كوجهة سياحية مفضّلة لديه، مذكرا في الصدد بالإجراءات التي تمّ اتخاذها على المستوى اللوجستي والتنظيمي والصحّي والأمني لإنجاح عمليات التوافد بالانسيابية والسلامة اللازمتين ومثنيا على جهود التنسيق المحكم المبذولة من قبل السلطات الجهوية ومختلف الأطراف المتدخّلة في تسيير مختلف مكونات المعبر. كما أبرز الوزير، حرص الوزارة على دعم الديوان الوطني للمعابر الحدودية البرية في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية المتعلّقة بتطوير المعابر الحدودية، مؤكّدا "أن الهدف يكمن لا فقط في إنجاح هذا الحدث التاريخي ونمذجة معبر ملولة بل في ضمان ديمومة نسق سير نشاط هذا المعبر وبقية المعابر الحدودية البرية على الوجه الأكمل على مدار السنة". وبيّن الوزير في هذا الصّدد أن تنفيذ استراتيجية تهيئة المعابر التونسية بما يليق ببلادنا وضيوفها، والذي انطلق بعنوان سنة 2022، يهدف أساسا إلى خدمة الجهات التي تتمركز فيها هذه المعابر والأخذ بعين الاعتبار كافة الجوانب البيئية والصحية والخصوصية الثقافية للجهات التونسية عند إنجاز المشاريع مع الحرص على تعصير فضاءات العبور طبقا للمواصفات الدولية بالاعتماد على التكنولوجيات الحديثة فيما يتعلق بالمراقبة لتسهيل أمثل لحركة تدفق عبور الأشخاص والبضائع. كما تبادل وزير النّقل أثناء استقباله للوافدين الجزائريين مشاعر الإخاء حيث عبّروا عن ابتهاجهم بقرار إعادة فتح الحدود مع جارتهم تونس باعتبارها وجهة سياحية واستشفائية ذات أولوية لهم، كما ثمّن الوزير حضور مختلف مكونات المجتمع المدني الذي شارك في إحياء هذا الحدث الهام بحملات تحسيسية وتوعوية وأخرى ذات بعد ثقافي واجتماعي مشترك بين البلدين. كما تحوّل وزير النّقل رفقة والي جندوبة إلى معبر ببوش بعين دراهم للاطلاع على سير عودة الحركة به موصيا بضرورة إعادة التصرّف في الفضاءات المكونة له بما يتمشى مع حجم حركة المسافرين وظروف استغلاله وفي انتظار إعادة تهيئته وفقا لأهداف الاستراتيجية الوطنية لتهيئة المعابر الحدودية البرية.