أعلن القصر الملكي البريطاني مساء اليوم الخميس، عن وفاة الملكة اليزابيت الثانية عن عمر يناهز 96 عاما، وقد نعى عدد من قادة العالم الملكة الراحلة. وفي هذا السياق، كتب وزير الشؤون الخارجية السابق خميس الجهيناوي، على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي، عن ذكرياته مع الملكة حين كان سفيرا لتونس بلندن. "توفيت الملكة اليزابيت الثانية، ملكة بريطانيا عن سن يناهز 96وولاية حكم امتدت على اكثر من من 70 سنة وهي بذلك تكون اطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش متجاوزة في ذلك إحدى سابقاتها الملكة فيكتوريا ( 1837-1901)وقد عايشت الملكة الراحلة اليزايبت 15 رئيس حكومة بريطانية و14 رئيس للولايات المتحدة. وبرحيلها تطوى نهائيا صفحة جيل كامل من القادة والملوك الذين طبعوا بمسيرتهم جزءا كبيرا من القرن العشرين وبداية القرن الحالي وتميز عهد الملكة اليزابيت بتحولات كبرى داخل المملكة المتحدة وعلى الساحة الدولية على غرار نهاية الامبراطورية البريطانية وانشاء مجموعة الكمنوالث والدور الفعال الذي اضطلعت به بريطانيا في هزيمة النازية وانهاء الحرب العالمية الثانية وقد عرفت الملكة الراحلة بإخلاصها اللامتناهي لدورها كرمز لوحدة البلاد واستقرارها وكممثل لها في الخارج ولقد تمكنت رغم التقلبات السياسية التي عرفتها بريطانيا خلال فترة حكمها من المحافظة على العرش البريطاني وصيانة المؤسسة الملكية وترتبط الملكة الراحلة ومختلف أفراد العائلة المالكة في بريطانيا بعلاقات متميزة مع تونس، حيث أدت الملكة اليزابيث زيارة دولة مشهودة لبلادنا في21 اكتوبر 1980 بدعوة من الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، حظيت خلالها باستقبال شعبي رائع في شوارع العاصمة، كما زار ابنها الملك الجديد شارلز تونس العديد من المرات وكذلك أفراد العائلة الآخرين. وقد حظيت شخصيا بمقابلتها العديد من المرات خلال الفترة التي قضيتها بلندن كسفير للجمهورية التونسية لدى المملكة المتحدة وايرلندا (1999-2004) ، لمست عندها اهتماما خاصا بالتجربة التونسية في مجال التعليم وحرية المرأة والتنمية بصفة عامة، وكذلك معرفة عميقة بتاريخ تونس وتقديرا خاصا لمواقف بلادنا على الساحة الدولية، وقد ذكرتني خلال موكب تقديم أوراق اعتمادي في 18 مارس 1999 بزيارتها التاريخية لتونس وبالدور الريادي الذي اضطلع به الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في نحت الشخصية التونسية والمساهمة في نشر قيم التفتح والعقلانية في المنطقة".