إذا تحدثنا عن حياة الملكة اليزابيث لا يمكننا أن نغفل الحديث عن زواجها بالأمير فيليب وهو زواج عمره أكثر من 6عقود، فالملكة اليزابيث قابلت زوجها الأمير فيليب الذي تصفه بأنه «مصدر قوتها وقدرتها على الاستمرار» للمرة الأولى عندما كانت في الثالثة عشر من عمرها وكان ذلك خلال زيارة لها لكلية دارتموث البحرية ولقد طلب الأمير فيليب الذي كان وقتها طالبا واعدا في الثامنة عشر من عمره من طلاب كلية دارتموث البحرية وعضو من أعضاء العائلة المالكة اليونانية أن يصطحب اليزابيث الثانية التي كانت وقتها تحمل لقب الأميرة اليزابيث في جولة في كلية دارتموث البحرية. لقد بدأت علاقة الحب بين اليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب منذ أن تقابلا في كلية دارتموث البحرية فمنذ ذلك الحين أصبح الاثنان يتبادلان الرسائل بصفة مستمرة ولقد استمر هذا الأمر لعدة سنوات على الرغم من اصرار الملك جورج السادس والد اليزابيث الثانية على أنها مازالت أصغر من أن تقرر الارتباط بشخص ما لبقية حياتها وأن عليها الانتظار حتى تقابل أشخاص آخرين. وكتب الأمير فيليب في أحد الخطابات التي أرسلها للملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا قبل زواجهما يقول: «أن تكتب لي النجاة في الحرب وأشاهد النصر، وأن تتاح لي الفرصة لإعادة ترتيب حياتي وأن تتاح لي الفرصة بالوقوع تماما وبالكامل في الحب، هذا يجعل جميع المشكلات الشخصية ومشكلات العالم تبدو بسيطة وعديمة الأهمية». ...وهذه بقية تفاصيل قصة ملكة أتى بها الحب إلى العرش ! * رسالة حب ولكن قبل أن نخوض في التفاصيل ...فلقد عرضت رسالة نادرة كتبتها الملكة إليزابيث Elizabeth تروي فيها قصة وقوعها في حب الأمير فيليب Philip قبل زواجهما، بمزاد علني أقيم في قاعات شيبنام جنوب غرب انجلترا، حيث اشتراها مقتنٍ بريطاني بحوالي 20 ألف دولار أمريكي. واستخدمت الملكة في الرسالة التي كتبتها وهي في عمر ال21 ورقة مزينة بالشارة الملكية، وتحدثت فيها عن المراحل الأولى من علاقتها بالأمير واللقاءات النادرة التي جمعتهما خلال الحرب، ومنها حفل راقص جمعهما معاً في لندن. وتتألف الرسالة من صفحتين، كانت الملكة أرسلتهما إلى الكاتبة بيتي شو Betty Shew عام 1947 التي كانت تؤلف كتاباً بعنوان «الزفاف الملكي» بعد أن وافقت حينها على مشاركة تفاصيل علاقتها مع خطيبها الذي كان أميراً عن اليونان والدانمارك معها. وكشفت الملكة في رسالتها أن أول لقاء مع فيليب كان في الكلية البحرية الملكية في دارتموث في شهر جويلية في عام 1939 أي قبل الحرب، وأشارت إلى أنه من الممكن أن تكون قد التقت به من قبل في حفل التتويج أو خلال زفاف دوقة كنت لكنها لا تتذكر. وكتبت « كنت أنا في الثالثة عشر من عمري بينما كان فيليب في الثامنة عشر، وقد انضم إلى البحرية عند اندلاع الحرب، ولم أره إلا في المناسبات عندما كان في إجازة، أي مرتين خلال 3 أعوام». وأوضحت الملكة في رسالتها أن خاتم زواجها صممه الأمير فيليب، مشيرة إلى أنها لا تعرف تاريخ الحجارة الكريمة فيه. وذكرت الملكة، التي تجاوز عمرها ال90 ، في الرسالة كيف رقصت مع الأمير فيليب في ناديين ليليين في العاصمة البريطانية وأنهما أمضيا 6 أسابيع في بالمورال في اسكتلندا. * الحب توج الملكة الذي وضع التاج الملكي على رأس الأميرة، هي قصة حب عاشها أحد أعمامها في ثلاثينات القرن الماضي، لأنها كانت ثالث من يحق لهم وراثة العرش، حتى والدها نفسه لم يكن يتوقع أن يصبح ملكا، فعند وفاة جدها جورج الخامس في 1936 بلندن، خلفه ابنه الأكبر إدوارد الثامن، الذي تنازل وضحى بالعرش بعد 10 أشهر ليتزوج الأميركية واليس سمبسون، لأنها كانت مطلقة مرتين، فخلفه شقيقه الأمير جورج، وبمجيئه أصبحت ابنته إليزابيث أول وريث لأحد أقدم العروش. قد تبدو قصة الحب بين الملكة «اليزابيث» والأمير «فيليب» من اصعب قصص الحب تحقيقا على ارض الواقع، الفتاة الصغيرة التى تزوجت فى العشرين من عمرها وتوجت ملكة على زوجها وعلى امبراطورية بريطانيا كلها، كيف لها ان تستمر وان تتحمل عواصف الحياة كلها ولا يفتر الحب بينهما. ولقد تزوجت إليزابيت من دوق أدنبرة الأمير فيليب(فيليب مونتباتن أمير يوناني ودنماركي) في 20 نوفمبر 1947، ولديهما من الأبناء: الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني وأمير ويلز والأميرة آن. والأمير آندرو، دوق يورك... والأمير ادوارد. أما عن اسرار النجاح فى الحب والزواج فقد قال الأمير فيليب «يجب أن يختلف ذوق الزوجين، وان يكون لهما نشاطات بعيدة عن بعضهما البعض، فأنا مثلا أعشق الابحار واليزابيث تعشق الطيور، فيوجد شيء واحد نتفق ألا نتشاجر بشأنه.. فكل واحد يراعى هواياته بنفسه». * صلاحيات عديدة مما لا يعرفه معظم البريطانيين عن اليزابيث الثانية، وربما أكثر من 95% ممن ليسوا منهم، مع أنه متاح انترنتيا بمواقع رسمية، أو بالبحث عن Surprising Facts About Queen Elizabeth في مواقع التصفح، هو أنها الوحيدة في «المملكة المتحدة» المكونة من إنقلترا وأسكوتلندا وإرلندا الشمالية وويلز، التي يحق لها بالقانون قيادة السيارة من دون حيازة رخصة قيادة، ولا هي ملزمة أيضا بوضع لوحة أرقام لسيارتها، فيما طوابع البريد تحمل صورتها من دون اسم بريطانيا، لأن رسمها يرمز للدولة. الملكة هي الوحيدة أيضا بين زعماء العالم التي لا تحمل جواز سفر، وجميع المطارات والمرافئ والمعابر البرية تفتح لها أبوابها من دون أن تطلب منها أي وثيقة سفر أو شخصية، وهذا متعارف عليه بين الدول عن المرأة التي تقيم في قصور عدة، أشهرها «باكنغهام» المحتوي على 700 غرفة وفيه 800 موظف، وفيه وحده بين القصور آلة للسحب، كالتي تضعها البنوك بالشوارع. وهي الوحيدة في بريطانيا المسموح لها اعتماد تاريخين للميلاد: الحقيقي في 21 أفريل، والثاني أي سبت بشهر جوان، وهو الرسمي. وحسب الدستور غير المكتوب للمملكة المتحدة،فان الملكة لها مهام وصلاحيات عديدة منها: قائدة القوات المسلحة الملكية ورئيسة البرلمان وحافظة الايمان، أي رئيسة كنيسة انقلترا وحامية الحياة البرية، كل حيوانات المملكة المتحدة هي من املاك الملكة ،سواء برية او بحرية... وتمثل الدولة في المناسبات الرسمية. ولها حق اقالة الحكومة ... ولها حق حل البرلمان. ولها الحق في الغاء اي شخص في منصب الحكام العامين... ولها الحق في الاعتراض على قرارات الحكومة. ومسموح للملكة التي اقترنت بالأمير فيليب في 1947 بلندن، وأنجبت 4 أبناء، لها منهم 8 أحفاد، وبدورهم لهم 5 أبناء، أشهرهم أبنا حفيدها الأمير وليام، وهما جورج وشارلوت، عدم دفع أي ضريبة بموجب القانون، إلا أنها تنازلت طوعيا في 1992 عن هذا الحق، وبدأت تدفع ضرائبها كأي مواطن. كما أنها الوحيدة المحصنة ضد القانون نفسه، أي لا أحد يمكنه مقاضاتها بأي اتهام، وليست ملزمة بتقديم أي دليل أو شهادة في أي جلسة بأي محكمة. وبالموازات مع هذه الصلاحيات وغيرها فالملكة لا تستعملها بموجب العرف، حيث تنأى الملكة عن نفسها من السياسة لذالك لا تتدخل في امور السياسة، وتفوض في الغالب هده الصلاحيات لرئيس الحكومة، وأخر ملك تحكم في السياسة هي الملكة فيكتوريا. وليس هذا ما يهمنا الآن ولكنه فاصل تثقيفي ومن باب الاعلام بالشيء لا غير. * حب أنيق في كل صورة من صور الملكة مع الأمير نرى الحب ظاهرا بينهما، فبرغم كل الحراس الملكين لا تشعر الملكة بالطمأنينة الا بوجود زوجها الأمير، وهو ايضا لا يشعر بالراحة الا فى وجودها، ففى احد المعارك الحربية قبل تتويج الملكة، تم ارسال الأمير فيليب سنتين فى مالطة، انتقلت اليه الأميرة لتكون بجواره فى الحرب، ولكن هذا لا يعنى ان قصة الحب الملكية خلت من المشاكل الزوجية، فكل من يعمل فى القصر الملكى يقولون ان الملك هو الوحيد الذى يستطيع ان يصرخ «اخرسى» فى وجه الملكة وهي كذلك، ففي احدى الاحتفالات الرسمية، انتقدت الملكة قيادة الأمير بشدة فما كان منه الا ان قال لها « لو لم تصمت سأنزلك امام كل هذا الجمع»، فصمتت حتى ينتهى الاحتفال. !