شارك وزير تكنولوجيات الاتصال نزار بن ناجي رفقة سفير تونس بالكوت دي إيفوار، زياد السعداوي والوفد المرافق له، وبدعوة من وزير التحول الرقمي والرقمنة الايفواري، خليل كوناتي(Ibrahim Kalil Konaté) ، في فعاليات النسخة الرابعة لمنتدى إفريقيا السيبرني(Cyber Africa Forum) ،المنعقد يومي 15 و16 افريل بأبيدجان الكوت ديفوار. ويشهد هذا المنتدى مشاركة عدد من الوزراء الأفارقة المكلفين بتكنولوجيات الإتصال والرقمنة ووفود رسمية من مختلف الدول الإفريقية على غرار سيراليون، البنين، الكونغو برازافيل، التي إجتمعت لمناقشة العديد من المواضيع المتعلقة بالسلامة السيبرنية والثقة الرقمية و إستعمالات التكنولوجيات الحديثة على غرار الذكاء الإصطناعي وأنترنات الأشياء إضافة إلى التحديات التي تواجهها بلدان القارة الإفريقية في الفضاء الرقمي. وقدّم الوزير مداخلة خلال الجلسة الإفتتاحية للمنتدى التي تمحورت حول "الاستراتجيات المعتمدة لمواكبة التطورات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي في إفريقيا"، أكدّ ضمنها على أهمية الذكاء الاصطناعي ودوره في تغيير طرق العمل والعلاقات والمعاملات اليومية وفي إحداث نقلة في العديد من القطاعات الحيوية كالصحة، التعليم والطاقة والنقل وغيرها بما يساهم في تطوير نجاعتها وقدرتها التنافسية وبناء إقتصاد مبني على المعلومة والمعرفة. وأفاد في ذات السياق بأنّ الدولة التونسية بصدد إعداد إستراتيجية وطنية للاستغلال البيانات وتركيز أنظمة الذكاء الاصطناعي منوها بأنّه لإنجاح التعامل مع التطورات التي يشهدها هذا المجال لابد من توفير مقومات رئيسية تتمثل في وضع إطار قانوني لتعزيز تطوير استخدامات الذكاء الاصطناعي مع ضمان حماية المستعملين والبيانات الشخصية وأخلاقيات الاستعمال إضاف إلى تركيز الإطار الهيكلي والمؤسساتي على غرار المراصد الوطنية التي يجب أن تعنى بتنظيم إستعمالات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتأمين حوكمة البيانات والمعطيات، التي من شأنها أن تساعد الحكومات والمؤسسات والأفراد على إتخاذ القرارات المناسبة والإجراءات الاستباقية اللازمة لوضع الاستراتيجيات و الخطط في العديد من المجالات. إلى جانب تكوين وتأهيل الموارد البشرية اللازمة من خلال تطوير المهارات وتدريب الأفراد وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لفهم وتطبيق التقنيات والمفاهيم المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ومن خلال خلق إختصاصات تعليمية وجامعية ومهنية في المجال. وتطوير البنية التحتية الرقمية عبر تعزيز الربط بالأنترنات عالية التدفق وتدعيم القدرة على الإيواء وحوسبة البيانات والمعلومات. كما شارك السيد نزار بن ناجي على هامش هذا المنتدى في حلقة نقاش وزارية تحت عنوان "التحول الرقمي والرقمنة: واقع وآفاق التعاون في عصر الثورة الرقمية" والتي تمحورت حول تبادل التجارب والخبرات وتقريب وجهات النظر ومشاركة الإنجازات وأفضل الممارسات في مجال تكنولوجيات المعلومات و الإتصال الحديثة و ذلك في إطار وضع معايير مشتركة للتطوير هذا المجال في البلدان الإفريقيا وتوحيد الجهود للاستفادة من الفرص التي تتيحها هذه التكنولوجيا. كما مثلت حلقة النقاش مناسبة لتعزيز التعاون الدولي من أجل مكافحة مخاطر الأمن السيبرني المرتبطة بالتطور المتسارع لمنصات التواصل الإجتماعي و إنتشار الجرائم الإلكترونية. وقد إستعرض الدكتور نزار بن ناجي في هذا الإطار محاور الإستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي والإنجازات التي حققتها تونس في المجال الرقمي خاصة فيما يتعلق بتطوير ومراجعة النصوص القانونية والتشريعية منها قانون مكافحة الجرائم الالكترونية، بما يساهم في مزيد حوكمة هذا المجال المتطور إضافة إلى تعزيز رقمنة الإدارة وتطوير الخدمات الرقمية لفائدة المواطن (مشروع الهوية الرقمية، بوابة المواطن، منصة الترابط البيني الوطنية..) هذا وقد أدى الوزير رفقة عدد من الوزراء الإيفواريين زيارة إلى المعرض الخاص بالمؤسسات المشاركة والناشطة خاصة في مجال الأمن السيبرني و الذكاء الإصطناعي وذلك للاطلاع على منتوجاتهم وحلولهم التكنولوجية ذات العلاقة.
