دراسة حديثة أجراها مهندس الطب الحيوي غاي جيرمان وزميلته راشيل لايتين، كشفت أن التجاعيد التي تظهر على أطراف الأصابع ليست عشوائية، بل تتشكل في نفس النمط تقريبًا في كل مرة. الآلية بسيطة وذكية: عند ملامسة الجلد للماء، يتسلل الماء من خلال قنوات التعرّق، مما يؤدي إلى تغيّر تركيز الأملاح في الطبقة الخارجية. هذا التغير يُفعّل إشارات عصبية تحثّ الأوعية الدموية على الانكماش، ما يسحب الجلد نحو الداخل ويُنتج التجاعيد. لكن لماذا يحدث هذا؟ ليس مجرد صدفة، بل تكيّف تطوّري يساعد على تحسين التماسك عند الإمساك بالأشياء في البيئات الرطبة. بمعنى آخر: التجاعيد تجعل قبضتنا أقوى في ظروف زلقة. الدراسة لم تكتفِ بالتفسير، بل تشير إلى استخدامات طبية وشرعية لهذه الظاهرة، مثل التعرّف على ضحايا الكوارث الطبيعية. وما يثير الدهشة، أن الأشخاص المصابين بتلف في الأعصاب قد لا تتشكل لديهم هذه التجاعيد إطلاقاً – وهو ما يضيف بعداً جديداً لفهمنا للجهاز العصبي والجلد. الرسالة الأهم؟ جسم الإنسان لا يكفّ عن إبهارنا… حتى في تفاصيل بسيطة كأطراف أصابع مبللة.