هل سبق وأن رن هاتفك في قاعة محاضرات أو أثناء عرض مسرحي أو في اجتماع عمل؟ لا شك أن الموقف كان محرجاً، ووجدت نفسك مرتبكاً تبحث بسرعة عن زر "كتم الصوت" وسط أنظار الجميع. في الحقيقة، هذه المواقف تحدث كثيراً، رغم أنه من المفترض أننا أصبحنا أكثر وعياً بكيفية استخدام الهواتف المحمولة في الأماكن العامة. ومن الغريب أن تكنولوجيا الهواتف المحمولة ترافقنا منذ سنوات طويلة، ومع ذلك، لا يزال كثير منا يقع في فخ الاستخدام غير اللائق، خصوصاً في الفعاليات التي تتطلب تركيزاً واحتراماً للجو العام، مثل المؤتمرات، العروض الفنية، أو حتى اللقاءات الاجتماعية. فهل تجاوزنا حقاً "مرحلة الحرج الإلكتروني"؟ ربما، لكن بطريقة سلبية، إذ بات الجميع يتوقع أن يسمع رنيناً يقطع حديثاً، أو يلاحظ شخصاً أمامه مشغولاً بهاتفه بدل التفاعل مع من حوله. وهنا، تظهر الحاجة الملحة لفهم إتيكيت استخدام الهاتف في الأماكن العامة وتطبيقه بوعي ومسؤولية، وفقاً لموقعhuffpost. لماذا نحتاج إلى إتيكيت في استخدام الهاتف؟ رغم تطور الأجهزة المحمولة، لا توجد أدلة واضحة وحديثة ترشدنا إلى كيفية استخدامها بشكل لائق في الأماكن العامة، فمعظم النصائح التقليدية تركز على المكالمات، بينما باتت الهواتف تؤدي وظائف عديدة، من تصفح الإنترنت إلى مشاهدة الفيديوهات وقراءة الأخبار. لذلك، يقدم الخبراء مجموعة من القواعد التي تساعد على استخدام الأجهزة المحمولة بأدب واحترام، لا سيما في المناسبات واللقاءات التي تتطلب حضوراً ذهنياً وتواصلاً بشرياً مباشراً. ويمكن تلخيص أهداف الاستخدام اللبق للهاتف المحمول في 3 كلمات: 1- التحفّظ استخدم هاتفك بأقل قدر من الظهور. ليس من الضروري أن يعرف من حولك أنك ترد على رسالة أو تبحث عن معلومة. اجعل استخدامك هادئاً وخفياً قدر الإمكان. 2- الاحترام لا تجعل استخدامك للهاتف سبباً في تشتيت من حولك، أو إحراجهم، أو إشعارهم بأنهم غير مهمين. 3- السلامة احرص على أن يكون استخدامك للهاتف آمناً. لا تمسك الجهاز وأنت تقود أو تعبر الشارع، أو تسكب مشروباً ساخناً. بعض اللحظات تتطلب تركيزاً كاملاً، فامنحها ما تستحقه. كيف تطبّق إتيكيت الهاتف في الأماكن العامة؟ إليك بعض القواعد التي يجب مراعاتها أثناء استخدام الهاتف: الصوت: الكتم هو الأصل اجعل الوضع الصامت هو الإعداد الافتراضي لهاتفك في الأماكن العامة. تعرّف على زر "كتم الصوت" في جهازك، ولا تتردد في استخدامه، خصوصاً في القاعات المغلقة والمناسبات الرسمية. الإضاءة: خفف سطوع الشاشة في الأماكن المظلمة كالمسارح أو العروض، اجلس في الصفوف الخلفية وقلّل سطوع الشاشة حتى لا تزعج من يجلس خلفك. وإن لم تستطع استخدام الهاتف من دون تشويش، فمن الأفضل أن تخرج وتستخدمه خارج القاعة. الموقع: لا تُظهر شاشتك للجميع اجعل شاشة جهازك بعيدة عن أنظار الآخرين. ما تقوم به قد يُشتت انتباه من حولك من دون قصد، أو يدفعهم إلى تقليدك والابتعاد عن اللحظة. الانخراط في اللحظة: كن حاضراً بالكامل إذا كنت حاضراً في اجتماع أو فعالية، فكن حاضراً بكل حواسك. لا تدع التفاعل مع جهازك يسرقك من التفاعل مع المتحدث أو الجمهور. أظهر اهتمامك بالابتسام، الإيماء، وحتى التفاعل البصري. فكر في الأمر: لماذا حضرتَ أصلاً إن لم تكن تنوي الإصغاء؟ ولماذا يتحدث المتحدث إذا لم يجد جمهوراً متفاعلاً؟ بل لماذا يتفاعل الآخرون معك إذا لم تكن أنت حاضراً معهم بصدق؟ استخدم هاتفك عند الحاجة فقط... وكن واعياً بذلك غالباً ما نلتقط هواتفنا بشكل تلقائي عند أي فرصة فراغ. نبدأ بتفقد البريد، ثم ننجرف إلى تطبيقات مثل فيسبوك أو إنستغرام أو مواقع التسوق. هذه العادة تجعلنا نغيب عن اللحظة. إذا أمسكت بهاتفك من أجل غرض محدد مثل التقاط صورة أو معرفة الاتجاهات، أنجز مهمتك ثم أعد الجهاز إلى جيبك وعد إلى الواقع. لا تشتت نفسك بلا حاجة. قاوم الرغبة في التحقق المتكرر أحياناً نشعر بأن هناك شيئاً مهماً ينتظرنا على الشاشة، ولكن الواقع أن الرسائل العاجلة نادرة. قد يكون احترام اللحظة ومشاركة من معك أغلى كثيرا من إشعارات لا تنتهي. سواء كنت في عشاء عائلي، أو نزهة مع الأصدقاء، أو حتى تقرأ كتاباً في مكان هادئ، حاول ألا تنجرف وراء الرغبة في فحص الهاتف كل بضع دقائق. فذلك لا يعطل انتباهك فقط، بل يخلق حاجزاً نفسياً بينك وبين من معك. هواتفنا الذكية تمنحنا إمكانيات مذهلة، لكن مسؤوليتنا أن نستخدمها بذكاء، وأدب، ووعي بالآخرين. لا تجعل الهاتف أداة تسرق منك اللحظة أو تزعج من حولك.