في ظل تنامي التهديدات السيبرنية وارتفاع وتيرة الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الأفراد والمؤسسات على حدّ سواء، شدّد محمد علي بن مبروك، مدير إدارة الاستجابة للطوارئ المعلوماتية بالوكالة الوطنية للسلامة السيبرنية، على أهمية وعي المواطن التونسي بأساليب حماية حساباته الشخصية، لا سيما كلمات العبور، باعتبارها خط الدفاع الأول ضد القراصنة. كلمات عبور ضعيفة = خطر داهم وأوضح بن مبروك، في تصريح للإذاعة الوطنية، أن الكثير من التونسيين لا يزالون يعتمدون على كلمات عبور بسيطة وسهلة التوقّع مثل "123456" أو"password"، ما يجعل حساباتهم عرضة للاختراق في ظرف ثوانٍ معدودة. وقال: "كلمة العبور يجب أن تكون قوية، مكوّنة من حروف وأرقام ورموز، ويُستحسن تغييرها دوريًا وعدم استعمال نفس الكلمة على مختلف المنصات". لا تكرّر كلمة عبورك من بين الأخطاء الشائعة التي رصدتها الوكالة، وفق بن مبروك، إعادة استعمال نفس كلمة العبور على عدة حسابات (مثل البريد الإلكتروني، فايسبوك، إنستغرام، الحسابات البنكية...)، مما يُسهل مهمة القراصنة: "إذا تم اختراق أحد الحسابات، تُصبح باقي الحسابات مهدّدة تلقائيًا". رسائل مزيفة وروابط خبيثة وتطرّق بن مبروك إلى ما يُعرف ب"الهندسة الاجتماعية"، وهي الحيل التي يعتمدها القراصنة لخداع المستخدمين، مثل إرسال رسائل بريد إلكتروني أو روابط تبدو وكأنها من جهات رسمية أو بنوك، لكنها في الواقع تهدف إلى سرقة البيانات: "لا يجب أبدًا الضغط على روابط مشبوهة أو إدخال معلوماتك الشخصية في مواقع غير موثوقة". المصادقة الثنائية ضرورة وليست رفاهًا دعا بن مبروك جميع المواطنين إلى تفعيل خاصية المصادقة الثنائية(2FA)، خصوصًا على التطبيقات الأكثر استخدامًا مثل فايسبوك، واتساب، وإنستغرام. هذه التقنية توفّر طبقة أمان إضافية، حتى وإن تمكّن القراصنة من الحصول على كلمة العبور. الوعي الرقمي مسؤولية جماعية وأكد أن الوكالة الوطنية للسلامة السيبرنية تعمل على تعزيز الوعي الرقمي من خلال حملات توعوية وتكوين مستمر، مشيرًا إلى أن حماية الفضاء السيبرني تتطلب مجهودًا جماعيًا من الدولة، المؤسسات، والمواطنين على حدّ سواء.