أوصى المصرف المركزي الأوروبي مواطني الاتحاد بالاحتفاظ في منازلهم دوما بمبلغ نقدي "يكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية لمدة حوالي 72 ساعة"، وخاصة "في حالات عدم الاستقرار الكبير"، وذلك في دراسة طويلة نشرت على موقعه يوم الأربعاء. وأشارت التوصية إلى أمثلة من هولندا والنمسا وفنلندا، حيث تدعو السلطات المواطنين إلى الاحتفاظ دائما بمبلغ يتراوح بين 70 و100 يورو لكل شخص في المنزل، نقلا عن مونت كارلو الدولية. وتوصّل التقرير إلى استنتاجه عبر تحليل سلوك المواطنين خلال أربع أزمات ضربت أوروبا في السنوات الأخيرة وهي: جائحة كوفيد-19، والغزو الروسي لأوكرانيا، والانقطاع الهائل للكهرباء في إسبانيا في أفريل الماضي، وأزمة الديون السيادية اليونانية. وجاء في التقرير: "لا تؤدي جميع الأزمات بشكل منهجي إلى طلب قوي على النقد، لكن الحالات المدروسة تُقدم اختبار إجهاد لوظيفة النقد عندما يتعرض الاقتصاد أو البنية التحتية الحيوية أو ثقة الجمهور لاختبارات قاسية". ويشهد الطلب على أوراق اليورو النقدية "زيادة استثنائية"، خلال الأزمات. "فائدة نفسية وعملية" وبالنسبة لمؤلفي الدراسة، "تُظهر هذه الأزمات المتتالية أن فائدة النقد تزداد بشكل ملحوظ عندما يكون الاستقرار مهددا"، والأهم من ذلك أن السيولة النقدية "تقدم فائدة نفسية وعملية"، بفضل "طبيعتها الملموسة، التي توفر الراحة والشعور بالتحكم"، بالإضافة إلى "وظيفتها غير المتصلة بالإنترنت، والتي تُصبح ضرورية عند تعطل الأنظمة الرقمية". ويرى اقتصاديون في المركزي الأوروبي أن "الجائحة كشفت عن استمرار الاكتناز النقدي الوقائي". لذلك، يشجع المصرف المركزي الأوروبي جميع الأوروبيين على اتباع النهج نفسه. وأوصت عدة دول، من بينها هولندا والنمسا وفنلندا، الأسر بالاحتفاظ باحتياطيات نقدية لتغطية مشترياتها الأساسية لعدة أيام، في حال انقطاع التيار الكهربائي أو وقوع هجوم إلكتروني واسع النطاق، على سبيل المثال. ويقترح البنك المركزي الأوروبي اتباع نهج هذه الدول، ويشجع كل أوروبي على تخصيص مبلغ يتراوح بين 70 و100 يورو للفرد، أو ما بين 280 و400 يورو لأسرة مكونة من أربعة أفراد. ويكفي هذا المبلغ لتغطية احتياجات ثلاثة أيام من الإمدادات الأساسية كالطعام والوقود والأدوية.