أوضح دكتور إلياس السرايري، أخصائي الطب النفسي، في تصريح لإذاعة IFM، اليوم الأربعاء 26 نوفمبر 2025، أنّ الوسواس القهري هو مرض عصابي، مرتبط بطبيعة شخصية الفرد، ويندرج ضمن الأمراض العصبية وليس الذهنية. وبيّن أنّه يظهر لدى الأشخاص الذين تتميز شخصياتهم بالسمات الوسواسية، حيث تتشكل لديهم أفكار متكررة وغير طبيعية تتغلغل في حياتهم اليومية. أعراض الوسواس القهري يتمثل المرض في ثلاثة عناصر رئيسية: الأفكار الوسواسية: وهي أفكار غريبة ومزعجة تظهر فجأة وتسيطر على تفكير المريض، ما يسبّب له قلقًا شديدًا. السلوكيات القهرية: تصرفات يقوم بها الشخص للتخفيف من التوتر الناتج عن الأفكار الوسواسية، مثل التحقق المستمر أو ترتيب الأشياء بطرق محددة. المخاوف والقلق المستمر: خوف الشخص من التعرّض للأذى أو إيذاء الآخرين نتيجة تصرفاته، ما يؤثر على حياته اليومية وعلاقاته الاجتماعية. أسباب ظهور الوسواس القهري أوضح السرايري أنّ المرض مرتبط بالوراثة ونمو الشخصية خلال السنوات الأولى من عمر الإنسان، خاصة ما بين سن الولادة حتى السابعة أو الثامنة، مع تأثير البيئة الأسرية والعوامل الخارجية خلال فترة الطفولة والمراهقة. تأثير المرض على الحياة اليومية أكد الطبيب أنّ الوسواس القهري يؤثر بشكل كبير على حياة المريض النفسية والاجتماعية والمهنية، حيث قد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق المزمن، وقد يلاحظ المصابون اختلافًا في شدة الأعراض حسب ظروفهم الحياتية. التشخيص وطرق العلاج بيّن دكتور السرايري أنّ التشخيص يتم بسهولة لدى الطبيب المختص، وأن العلاج يتضمن العلاج الدوائي والنفسي: العلاج النفسي: العلاج السلوكي المعرفي، مناسب لبعض الأشخاص حسب طبيعة شخصيتهم. العلاج الدوائي: ضروري لمعظم حالات الوسواس القهري، ويهدف إلى التخلص التدريجي من الأفكار والسلوكيات الوسواسية. وأشار إلى أنّ مدة العلاج تختلف من شخص لآخر، مع ضرورة متابعة الحالة وتعديل الجرعات حسب تطور الأعراض، وأن بعض المرضى قد يحتاجون إلى سنوات لتجاوز الأعراض بالكامل. نصائح للمرضى شدد السرايري على أهمية الوعي بالمرض والتوجه للطبيب المختص عند ملاحظة الأعراض، والالتزام بالعلاج المتكامل بين الدواء والعلاج النفسي للوصول إلى تحسن ملحوظ وتحقيق نوع من الاستقرار النفسي.