حذرت الخارجية الأمريكية، مجددا، نهاية الأسبوع الماضي، الرعايا الأمريكيين من مخاطر السفر إلى الجزائر، بسبب التهديدات التي وصفتها بالإرهابية المستمرة، ومخاطر التعرض للاختطاف بهذا البلد، في خرجة أظهرت ازدواجية مواقفها اتجاه بلد محوري يساهم في حفظ الأمن بالمنطقة. ويأتي التحذير الأمريكي في الوقت الذي تهرول فيه واشنطن إلى الجزائر لضمان الأمن والاستقرار في منطقة الساحل وإفريقيا عموما، نظرا إلى دورها الاستراتيجي والفاعل في المنطقة، ويتضح الموقف المزدوج للدبلوماسية الأمريكية حيث أشادت، مؤخرا، بالجزائر وقالت إنها البلد الوحيد الذي ضمن استقراره من كل النواحي بالرغم من الظروف الأمنية المحيطة به من كل الجهات، في إشارة منها إلى مالي وليبيا وتونس، حيث تعمل على إنهاء الأزمة بين الإخوة الفرقاء في باماكو وشمالي مالي، وترأس لجنة أمنية حول ليبيا مع دول الجوار ودعم تونس ماديا ولوجيستيا للقضاء على الإرهاب الذي يحاول إيجاد موطىء قدم له في جبل الشعانبي على أراضي هذا البلد. وفي المقابل تحاول تشويه صورة الجزائر في تحذيرها لمواطنيها المتوجهين إلى الجزائر. وحثت، في الصدد ذاته، الخارجية الأمريكية، حسب التحذير الجديد المتعلق بالسفر إلى الجزائر الذي نشرته الدبلوماسية الأمريكية، «المواطنين الأمريكيين المسافرين إلى الجزائر على القيام بتقييم دقيق للمخاطر التي تمس سلامتهم الشخصية، مع الأخذ بعين الاعتبار التهديد الإرهابي الكبير وعمليات الاختطاف في الجزائر»- على حد ادعائها. وأوضح المصدر أن «غالبية الهجمات الإرهابية تحدث في المناطق الواقعة شرقي وجنوبي العاصمة الجزائر»، متناسية الانجازات الكبيرة التي حققها الجيش الجزائري ومصالح الأمن الأخرى التي قسمت ظهر الجماعات الإرهابية وقطعت طرق الاتصال فيما بينها وكبدتها خسائر كبيرة. وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي «لا يزال ينشط عبر مختلف التراب الجزائري، محذرة أيضا من التهديدات المتنامية «للحركة من أجل الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا» الناشطة، أيضا، فوق التراب الجزائري. وفي هذا الصدد، أغفلت واشنطن تقارير أمنية رسمية تفيد بأن الجزائر حيدت قاعدة المغرب وقلصت نشاطه وقضت على معظم عناصر في عمليات متتالية طيلة سنة 2013 وبداية 2014، وحاول التحذير الاستشهاد باعتداء تيقنتورين الذي شهد العالم فيه على احترافية الجيش الجزائري في تعامله مع الإرهابيين والقضاء عليهم. وفي خرجة غريبة، حذرت الوثيقة من الاضطرابات المدنية التي تشهدها الجزائر العاصمة وعدد من المدن الكبرى. كما داست الخارجية الأمريكية على الأعراف الدبلوماسية في بلد ينعم المواطنين فيه بالأمن؛ حيث قالت إن «الإدارة الأمريكية تُعدّ التهديد الذي يتعرض له الموظفون العاملون بسفارة الجزائر العاصمة كافٍ جدا من أجل حث أعضاء هذه البعثة الدبلوماسية على العيش والعمل تحت قيود أمنية ملموسة