جددت اليوم وزارة الخارجية الأمريكية تحذير رعاياها من مخاطر السفر إلى الجزائر في رابع تحذير منذ بداية السنة الجارية، بعد إشعار يعوض ذلك الذي كانت قد أصدرته في وقت سابق، وهو الذي يتزامن مع سلسة اللقاءات الجزائريةالأمريكية وإشادة واشنطن بدور الجزائر في مكافحة الإرهاب. وحذر بيان للدبلوماسية الأمريكية أصدرته في ساعة متأخرة من ليلة أمس، مما أسمته «خطر تنامي التهديدات الإرهابية وعمليات الاختطاف في الجزائر»، مشيرا إلى أن «غالبية الهجمات الإرهابية، بما فيها التفجيرات وعمليات الاختطاف، تمت في المناطق الواقعة شرق وجنوبالجزائرالعاصمة» على حد تعبيرها. ولم تتوقف الخارجية الأمريكية التي أذاعت تحذيرها عبر الموقع الإلكتروني لها عند حد «التهويل» من الوضع الأمني السائد في الجزائر، بل زادت على ذلك بأن التنظيم الإرهابي لقاعدة المغرب «ينشط فوق التراب الجزائري بأكمله. ويظهر "التحذير الثالث من نوعه" لواشنطن من السفر إلى الجزائر في ظرف أشهر قليلة «ازدواجية» المواقف الأمريكية في التعاطي مع الراهن الأمني في الساحل، ففي الوقت الذي تشيد فيه بدور الجزائر في مكافحة الحركات الإرهابية، وقدرات الجيش الجزائري في التصدي لهم، لاسيما عقب الاعتداء الإجرامي على منشأة للغاز بتيغنتورين تحذر «في الجانب الآخر» من السفر إليها بالرفع من حالة التأهب الأمني. وفي هذا السياق، أوصت رعاياها بتجنب السفر برا في الجزائر والبقاء في الفنادق فقط، حيث يتم توفير الأمن الكافي حسب قولها. وحذرت الخارجية الأمريكية أيضا من الأنشطة الإرهابية لحركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا، التي تبنت الهجوم الانتحاري بواسطة سيارة مفخخة على قاعدة عسكرية بتمنراست، التي تقع على بعد 500 كلم جنوب غرب الجزائر العاصمة، مذكرة بأن "منظمة مرتبطة بتنظيم القاعدة يقودها مختار بلمختار، كانت وراء الهجوم الأخير الذي استهدف منشأة عين أمناس للغاز، جنوبالجزائر، والذي تم خلاله احتجاز العشرات من المواطنين الجزائريين والغربيين كرهائن، عدد منهم تعرض للقتل، من بينهم ثلاثة أمريكيين"، كما أضاف المصدر. وخلص إلى أن "مختار بلمختار، الذي ينشط بالمنطقة، ما يزال يشكل تهديدا" .