شهدت العاصمة الفرنسية باريس، أمس، يوم دامي، قتل فيه العديد من الأفراد في إطلاق نار داخل متجر أغذية يهودي شرق باريس، يسمى "كوشير"، واحتجز فيه أيضاً نحو 5 أشخاص كرهائن بواسطة فرنسي من أصل مالي، يدعي" كوليبالي"، ويرتبط بصلة وثيقة بالأخوين كواشي، منفذي جريمة مجلة "شارلي إيبدو". وظهرت صورة لمنفذ الجريمة كوليبالي، غارقاً في دمائه، وملقى على الرصيف بعد فك الحصار وإنهائه، ولا تزال الشرطة الفرنسية تطارد زوجة كوليبالي، حياة بومدين، الفرنسية من أصل جزائري، والمشتبه بها في جريمة قتل شرطية بالتعاون مع كوليبالي، خارج باريس قبل احتجاز الرهائن في المتجر. ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تقريراً عن بومدين، رصدت فيه تفاصيل الحياة الخفية لها، أشارت فيه إلى أن بومدين البالغة من العمر 26 عاماً، كانت على اتصال دائم مع زوجة أحد الشقيقين كواشي مرتكبي الحادث، "لدرجة أنها اتصلت بها هاتفيًا نحو 500 مرة العام الماضي" ، بالإضافة إلى أنها كانت صديقة لكوليبالي، و"كانت حياتها عادية، لبست فيها البكيني على الشواطئ، قبل أن تتجه إلى التطرف وينتهي بها إلى الإرهاب". وأشارت الجريدة إلى أن كوليبالي، تعرف في 2005 على الشقيقين كواشي في سجن قضى فيه عقوبة عن سرقة ارتكبها، وبعدها في 2010 تم القبض عليه وحُكم عليه بالسجن 4 أعوام لمحاولته تهريب إرهابيين من سجن لتنفيذهم هجمات مترو باريس التي وقعت عام2005. وبعد خروج كوليبالي من السجن في 2014، انتقل للعيش مع حياة في شقة واحدة، وأثناء العام الماضي تزوجا، ثم زارا الفرنسي من أصل جزائري، جمال بيغال، عضو "القاعدة" المتهم بتنفيذ أعمال إرهابية ارتكبها في عام 2005 بجنوب فرنسا. وذكرت حياة للشرطة أيضًا، أنها تأثرت بزوجها، وبآخرين متطرفين، وبدأت تدرس الدين، وما في العالم من نزاعات، وحروب حالية، حسب تقرير نشره موقع "ديلي بيست" الإخباري الأمريكي. وأشار التقرير إلى أن حياة بومدين لم تعد تظهر إلا بالنقاب بعد تطرفها، خاصة بعد أن أصبحت مطلوبة للمثول أمام العدالة، وأنها غيرت اسم عائلتها "ليبدو لفظه فرنسياً أكثر. وفي نهاية التقرير أشارت كلتا الصحيفتين، أن فرنسا بأكملها أصبحت الآن تبحث عن حياة بومدين، الوحيدة التي بقيت حية، وتمكنت من الفرار بعد اعتقال أحد زملائها، الأربعاء الماضي، وقتل 3 أخرين، أمس الجمعة، وبعده تحولت في يوم واحد إلى إحدى أشهر الهاربات من المطاردة الدولية، بعد أن كانت حياتها "عادية".